الثلاثاء 25 جمادى الأولى 1446 - 26 نوفمبر 2024
العربية

اقترفت الزنا وهي مقبلة على الزواج وتخشى الفضيحة

السؤال

فتاة تعرفت على شاب ووعدها بالزواج ، ثم أخذ شرفها وقد سجل لها شريط فيديو ، وهي الآن تعاني من الذنب والفضيحة وهي الآن قد قرب زواجها من رجل آخر لا يعلم بما حصل لها من شرف وعرض فهي خائفة من الفضيحة أمامه وأمام أهلها فماذا تفعل بالله عليكم

الجواب

الحمد لله.

هذه المأساة المسئول عنها هي إحدى نتائج العلاقات المحرمة : تعارفٌ ، ووعود ، وأكاذيب ، وعشق ، وغرام ، ثم فاحشة ودمار ، وخزي وفضيحة وعار ، ولازال الناصحون يصرخون لإيقاظ الغافلين ، وتنبيه المخدوعين ، ولا يزال دعاة الاختلاط والسوء ينافحون ويدافعون ، ويزعمون أن لا محذور في هذه العلاقات ، وأن لا ضرورة للتضييق على البنين والبنات ، ولا يكتوي بنار الإثم ، وعار الفضيحة وقلقها وهمّها إلا تلك الفتاة المخدوعة ، التي اتبعت خطوات الشيطان ، وسارت خلف الأماني والوعود الكاذبة ، وأعرضت عن أمر ربها بالقرار في البيت ، وغض البصر ، وترك الخضوع بالقول ، ولزوم الحجاب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويا حسرة على أهل الإسلام أن يكون هذا الفساد في مجتمعاتهم ، وأن يتسرب إلى بيوتهم ، في غفلة الآباء والأمهات ، والإخوة والأخوات .
وما أقبح الزنا ، وما أشنع عاقبته في الدنيا والآخرة ، ولهذا كان حد فاعله الجلد أو الرجم ، مع العذاب الأليم المرتقب في نار الجحيم .
قال تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور/2
وقال سبحانه : ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) الإسراء/32
وفي حديث الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ... فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ قَالَ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ قَالَ فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلاءِ قَالَ قَالا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ ... قَالَ قُلْتُ لَهُمَا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ قَالَ قَالا لِي أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ ... َأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي ) رواه البخاري في باب إثم الزناة رقم (7047) . ومعنى ضوضوا : أي ارتفع صوتهم ولغطهم.
ولهذا فالواجب على هذه الفتاة أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا ، وأن تكثر من الندم والاستغفار ، وتعزم على عدم العود لذلك أبدا ، لعل الله أن يتجاوز ويعفو عنها .
وينبغي لها أن تكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يسترها ولا يفضحها في الدنيا ولا في الآخرة، وأن يكفيها شر ذلك الفاجر ، وأن تتخير أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل ، وما بين الأذان والإقامة ، والساعة الأخيرة من نهار الجمعة ، وأن تكثر من الطاعات ، لا سيما الصلاة والصدقة ، ولتحسن الظن بربها سبحانه ، فإنه قد قال في الحديث القدسي : ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) رواه البخاري (7405) ومسلم (2675).
وعند أحمد (17020) من حديث واثلة ت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ ) وصححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.
فلتحسن الظن بربها سبحانه أنه ساترها ، وكافيها ، وقابلٌ توبتها ، ومصلحٌ حالها .
ولتعلمْ أنه يلزمها ستر نفسها ، وعدم إخبار أحد بذنبها ، لا زوجها ولا غيره ، بل تخفي عنه ذلك ولو سألها ، وتستعمل التورية ، فإن البكارة قد تزول بالحيضة الشديدة ، أو الوثبة ، أو غير ذلك من الأسباب .
وإذا قدر أن أحدا عرف ما حدث لها ، فليجتهد في سترها أولا ، ثم في إعانتها في محنتها ، وليتحيل للوصول إلى الشريط الذي سجله ذلك المجرم ، بتخويفه من عقاب الله تعالى له ، وتعريفه قدر جرمه الذي أجرمه ، وإن أمكن استخدام التهديد معه ، وتسليط صاحب سلطان ـ أمين ـ عليه ، لتخويفه ، فهو حسن .
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعلى المؤمنين ، وأن يستر عوراتنا ، ويؤمن روعاتنا .
وينظر : السؤال رقم (83093)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب