الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

هل صح أن النبي كان يجتمع عليه صيام نافلة فيقضيها في شعبان؟

السؤال

ما صحة حديث : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، فربما أخَّر ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان)

ملخص الجواب

حديث: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما أخَّر ذلك حتى يجتمعَ عليه صوم السنة فيصوم شعبان" حديث ضعيف.

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث يُروَى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فربما أخَّر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة، وربما أخَّره حتى يصوم شعبان
رواه الطبراني في”المعجم الأوسط”(2/320) قال: حدثنا أحمد قال: نا علي بن حرب الجنديسابوري قال: نا سليمان بن أبي هوذة قال: نا عمرو بن أبي قيس، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن، عن عائشة قالت: فذكره. ثم قال: "لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عمرو" انتهى.

وهذا إسناد ضعيف بسبب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى – الفقيه المشهور – قال فيه الإمام أحمد: كان سيء الحفظ، مضطرب الحديث. وقال شعبة: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبى ليلى. وقال علي بن المديني: كان سيء الحفظ ؛ واهي الحديث. لذلك ضعف أهل العلم حديثه هذا.

قال الهيثمي رحمه الله:
“فيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام”انتهى. “مجمع الزوائد”(3/195)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
“ابن أبي ليلى ضعيف، وحديث الباب والذي بعده دال على ضعف ما رواه.”انتهى. “فتح الباري”(4/252)

وقال الشوكاني رحمه الله:
“في إسناده ابن أبي ليلى وهو ضعيف.”انتهى. “نيل الأوطار”(4/332)

وقد اختلف أهل العلم في الحكمة من صوم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر شعبان على أقوال كثيرة، منها القول السابق، ولكن دليله لا يصح، ولعل أول من نقله ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري (4/115)، وذكر أقوالا أخرى نقلها الحافظ ابن حجر رحمه الله وزاد عليها، ثم قال:
“والأَوْلى في ذلك ما جاء في حديث أصح مما مضى، أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله ! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائمانتهى. "فتح الباري" ،(4/215).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب