الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

أمه تسيء إليه بعد زواجه

تاريخ النشر : 22-11-2005

المشاهدات : 8813

السؤال

منذ سنة تزوجت من جارتي ويعلم الله أن البنت التي تزوجتها قمة في الأخلاق والأدب والاحترام ولقد سكنت مع أهلي في نفس الشقة وعدد أفراد أسرتي 5 شباب وبنت عمرها 17 سنة ، ومنذ أن تزوجت وحال أمي تغير تغيراً كاملاً ، إذ بها تنهال علي بالشتائم ، وتكيل لي السب أمام زوجتي ، وأمام إخوتي ، علماً بأنني الأكبر في إخوتي ، وتهينني لأتفه الأمور ، إذا حاولت أن أتحدث مع إخوتي تأتي وتقلب علي أي شيء أمامي ، وتسبني وتطردني من البيت عدة مرات ، لا أدري لماذا هذا التغير الذي حصل من أمي العزيزة ! رغم أنني لا أبخل عليهم بأي شيء ، ولست من النوعية التي تفضل زوجته على أهله ، ولكن أمي تتعامل معي بحساسية زائدة . أرجو أن توضحوا لي الأمور لأنني غير قادر على السكن بالإيجار ، لأن المرتب بالكاد يكفيني . أرجو أن تفيدوني أفادكم الله .

الجواب

الحمد لله.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لبر والدتك والإحسان إليها ، وأن يصلح حالها ، ويؤلف بينكما على طاعته ومرضاته .

وما تعاني منه قد يكون مرده إلى شعور والدتك بالغيرة ، أو بفقدانك بعد الزواج ، واستيلاء غيرها عليك ، وهذا الشعور يلحق بعض الأمهات بعد زواج أبنائهن ، وهو شعور خاطئ ، ينبغي أن تسعى هي للتخلص منه .

وينبغي أن تعينها لتعود إلى سابق حالها ، وذلك بأمور :

1- أن تجتهد في الإحسان إليها ، وإكرامها ، والاهتمام بها ، وإشعارها بأنك لا تزال كما كنت حفيا بها ، حريصا على تلبية رغباتها .

2- تجنب الثناء على زوجتك أو الاهتمام بها أمام والدتك ، مع إعطاء الزوجة حقها من الإحسان والإكرام ، لكن بعيدا عن نظر الأم ، إلى أن تتحسن حالتها ، وتدرك الأمور على طبيعتها .

3- ترغيب الزوجة في التقرب من الأم ، بالكلام والاهتمام والإهداء ونحو ذلك .

4- الصبر على ما يصدر منها من سب وشتم وطرد ، فإنك مأمور ببرها ، ولا يجوز لك أن تقابل إساءتها بمثلها ، فإن صبرت على ذلك ، فأبشر بالفرج ، فإن العاقبة للصابرين ، وإن النصر مع الصبر ، وإن مع العسر يسرا ، وقد قال الله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت/34 . فكلما أساءت إليك بادر أنت بالتلطف والإكرام والإحسان ، فإن ذلك كفيل بأن يذهب ما في نفسها إن شاء الله .

5- الدعاء لها بالتوفيق والهداية والاستقامة وصلاح البال والحال ، فإنها أحق الناس بدعائك وإحسانك ، وإنك مهما قدمت لن تجزيها على معروفها وسابق إحسانها .

6- احرص أن تكون قدوة صالحة لإخوانك ، فيأخذوا عنك الطريقة الحسنة في معالجة هذه المشكلة ، التي قد تحدث لهم بعد زواجهم ، فلتكن مثالا للصبر والإحسان والبر ، واحذر أن يستدرجك الشيطان للتأفف أو التضجر أو الإنكار عليها أو توبيخها فإنك لن تجني من وراء ذلك خيرا ، قال الله تعالى : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) الإسراء/23 .

7- ينبغي أن تناقش المشكلة مع أحد إخوانك ، فربما خفيت عليك بعض الجوانب ، أو بدر منك ما أغضب والدتك دون أن تشعر ، فمعرفة السبب تسهل عليك طريق المعالجة .

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب