الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

تشتكي من تقصير زوجها في حقوقها الزوجية

تاريخ النشر : 13-01-2004

المشاهدات : 27300

السؤال

يوجد مشكلة بيني وبين زوجي بالنسبة لحقي في الجماع ، يظل سهران يقرأ ويطالع المجلات الخليعة بدلاً من أن يأتي معي للسرير، أدعوه فيعتذر بأنه متعب ، بدأ هذا قبل عدة سنين ، لا أشعر بالراحة في حياتي الزوجية .
هل يمكن أن تجيبوا على سؤالي فزوجي لا يقبل أن ينصحه أحد ، وهذا الشيء يؤلمني وهو لا يهتم فأرجو المساعدة .

الجواب

الحمد لله.

عرضنا هذا السؤال على إحدى الباحثات الاجتماعيات فأجابت مشكورة بما يلي :

أختي الفاضلة : لا نخفي عليك أنه قد يمر الطرفان وهما الزوج والزوجة في مرحلة من مراحل حياتهم الزوجية بمثل ما تمرين به الآن مع زوجك

وله أسبابه المختلفة ولا بد من معرفة تفاصيل أكثر ومتابعة إلا أننا بإذن الله سنحاول جاهدين أن نذكر لك أنسب الطرق وأفضلها .

في البداية نشكر لك حفاظك على حياتكم الزوجية وعلى عفتك وصبرك طوال هذه الفترة ونشد على يدك اعجاباً وتقديرا لنضجك وتفهمك وحرصك على استمرارية حياتكما الزوجية ،

واحتسبي الاجر عند الله...فإن الله يبتلي ليرى صبر عباده ويرفع منزلتهم عند الصبر ويأتيهم الفرج معه

وهذا من أول أسباب بل من أهمها لعلاج مثل هذه الحالات

ولعلنا نبدأ معك خطوة خطوة

ذكرتِ أول الأمر أن زوجك حين تدعينه يتعذر بكونه متعباً

بداية.. هل جربتِ أن تتناقشي معه هذا الموضوع ؟ فربما تتضح أشياء لاتعرفينها . فبعض الرجال قد يصاب بعجز جنسي يجعله يتعذر من زوجته ، ويخجل أن يوضح ذلك لزوجته ، بل إن بعضهم يتهربون من هذه الحقيقة ، فلا يسعه إلا أن يتصفح أمثال هذه المجلات السيئة ليثبت لنفسه ومن حوله بأنه مازال يحتفظ برجولته !

فعليك أن تجلسي معه جلسة مصارحة ، ووضحي له أنك بجانبه بأسلوب جميل رقيق وأنك زوجته المحبة ،

وأن من حقوقك عليه أن يشبع رغباتك التي أودعها الله عزوجل فيكِ ، وبأنك تودين معرفة السبب وأن هذا سيزيد من قدره لديك وأن هذا لن يؤثر على حياتكم الزوجية ولا على نظرتك له . فالرجل دوما يخاف من أن يرى بعين النقص خصوصا من زوجته . وربما يذكر لك أسباب أخرى وأنتِ تقدِّرينها بحسب معرفتك لسير حياتكم الزوجية .

2- ولعلك أيضا أن تجربي أسلوب الرسالة الرقيقة فهي أيضا وسيلة جيدة نفعت بفضل من الله في حل بعض المشكلات ، خصوصا عند رفض أحد الطرفين النقاش أو صعوبة النقاش معه

3- اعرفي طرق الوصول لقلب زوجك ، والبسي مايعجبه من اللباس ، وتعطري بالعطور الجميلة ، والأقرب إلى زوجك ، وجاهدى في تغيير الروتين اليومي ، وادخلي تجديدا في نمط حياتكما.

4- عبري له عن حبك وتقديرك له عبر رسائل معطرة وكلمات جميلة وطرق مختلفة ، كأن تضعي كلمات تسعده على المرآه مثلا ، أو تقدمي له هدية وتكتبي عليها كلمات من قلبك تدل على محبتك له .

5- الابتسامة لها فعل السحر على بني البشر وخاصة الرجل ، انظري إليه بودٍّ وابتسمي من قلبك وأرسلي إليه ذلك وأنتِ تنظرين إليه بدون النطق بكلمة بشرط أن يكون ذلك صادرا من أعماقك .

6- تقربي لزوجك بما يحب من الكلمات أو التصرفات إلى غير ذلك مبتغية بذلك وجه الله عز وجل ،

وحينما تجدين أنك استنفذتِ ماعندك ، فبإمكانك أن تدخلي وسيطا معروفا بثقة زوجك به و قربه إلى قلبه ويملك الحكمة والقدرة على الإقناع ، بدون أن تذكري حقيقه ما بينكما فقط يلمح له أو يناقشه في الحقوق الزوجية بدون أن يذكر له أنك ذكرتِ ذلك له أو طلبتِ منه التدخل ولكن بشرط أن يكون شخصا معروفا بخلقه واستقامته وعفته .

7- عليك بدعوته بلطف إلى ترك ما يغضب الله كأمثال هذه المجلات بطرق غير مباشره كأن تضعي مثلا قريبا من مكان نومه فتوى بعدم جواز ذلك أو تفتحي شريطاً يحتوي دروساً ومواعظ قد تهز قلبه، وجربي أن تقرئي سورا من القرآن بجانبه .

8- أتمنى أن تبعدي فكرة الانفصال عن ذهنك ، وأن تجاهدى نفسك ، وأن تصبري ، لتنالي الأجر الكبير والمنزلة العظيمة عند الله ، لأنه قد يتم لك الانفصال ، لكن ليس بالضروره أن تجدي زوجا مناسبا آخر وأيضا إن كان بينكم أبناء فهذا يستوجب المزيد من الصبر إلا إن استحال صبرك ووجدتِ نفسك مضطرة لذلك ، فلك ذلك .

9- اهتمى بنفسك وحياتك وإيمانك ، فتقوية العلاقة مع الله تسهل الطرق وتمنحك راحة ويقينا قويا جداً وانظري للحياة القادمة وتفاءلي بأنها ستكون أفضل مادمتِ مع الله وتسألينه ذلك في صلاتك دوما ، ولو خصصتِ لك أوقاتا تشغلين فيها نفسك بأمور جيدة أو تتطوعين بعمل خيري أو نشاط مع بعض الأخوات في الدعوه إلى الله تعالى ، فإن الأعمال الجيدة تمنحك شخصية جذابة وطيبة

وتغير من حياتك .

10- اجعلي تفكيرك يبتعد قليلاً ولو لبعض الوقت عن أمر زوجك ، واشغلي ذهنك بأمور أخرى كمشروع بسيط أو اشتراك في مواقع عبر الإنترنيت تأخذ من وقتك ، وتذكري أن ترفِّهى عن نفسك بما لا يخالف الشرع لكي يمنحك قوة المواصلة .

وبين يديك ـ أخيرا ـ ثلاثة مفاتيح تعينك في جميع أمورك بإذن الله .

المفتاح الأول : الدعاء...فالله عز وجل لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وتحري أوقات الاجابة

مثل آخر الليل وآخر ساعة من يوم الجمعة وبين الأذان والإقامة وأيضا عند الصوم ، وفي سجودك ، وأكثري الدعاء واسألي له الصلاح والهداية ، وأن يؤلف الله بينكما ويذهب ماشغلك ، مع عفوه وعافيته...

المفتاح الثانى : اليقين ، وحسن الظن بالله ، وأنه سبحانه قادر أن يفعل ما شاء متى شاء .

المفتاح الثالث : الصبر ، كما في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عته ( وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) رواه أحمد (2800) وكما يقال : ولم ير العالم صابراً لم ينل مايريد ، وإن لم ينل ما يريد نال ماهو أفضل وأعظم منه بإذن الله .

واعلمى بأنه لايغلب عسر يسرين ، فلقد وعد الله عباده أن مع كل عسر يسران كما في قوله تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) الشرح/5 - 6 واسألي الله عز وجل أن يوفق بينكما ويقر عينك بزوجك وأن يجمعك به في الدنيا والآخرة

سائلين الله تعالى أن ييسر أمرك .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب