الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

والدها يتدخل في حياتها ويحذرها من زوجها فلم تستجب له فقاطعها!

تاريخ النشر : 20-04-2009

المشاهدات : 40424

السؤال

هل أنا عاقَّة لوالدي ؟ الحقيقة : مؤخراً قد زادت المشاكل بين أبي وزوجي ، لدرجة أن كليهما لا يريد رؤية الآخر ، والدي يكره زوجي ، ويظن أنه يحميني منه عندما يتدخل في حياتي ، والدي يظن أن زوجي يستغلني ماديّاً ، ويجاهد محاولاً إقناعي بذلك ، ولكنني سعيدة جدّاً مع زوجي ، ويؤلمني أن أسمع هذا الكلام من والدي ، حاولت الصبر على سماع هذا الكلام ، وتحمل قطع علاقته بزوجي ، حاولت أن أطلب من والدي أن يعيد التفكير في الموضوع ، ولكنه غضب ، وأصبح لا يريد أن يراني ، أو يكلمني أنا أيضاً . أنا محتارة ، صرت أشعر أن وجود والدي في حياتي سيخرب بيتي ، وينغص حياتي ، خصوصاً أنه نجح في التأثير بي مرة ، وكادت تتسبب لي بالطلاق ، الآن أريد المحافظة على بيتي ، وتربية ابني ، بينما والدي يخاصمني ، ولا أعرف ماذا أفعل ، كيف أواصل والدي وهو يعذبني هكذا ؟ هل أنا معذورة في مقاطعته ؟

الجواب

الحمد لله.

1. لا يجوز للأب أن يتدخل في حياة ابنته بما يفسدها ، بل يجب عليه أن يكون له دور فعَّال في بناء بيت الزوجية لابنته بما يقوِّي أساسه ، ويُحكم بنيانه ، ومثله تفعل أم الزوجة ، ومن سعادة الأهل : رؤية ابنتهم تعيش في حياة هادئة ، هانئة .

2. لا مانع من تدخل الأب والأم في حياة ابنتهم إن كان عندهما ما ينصحان به ابنتهما لتكميل حياتها الزوجية ، وذلك بدلالتها على ما يسعد زوجها ، ويعينها على إصلاح أولادها .

3. على الوالدين أن يتدخلا في حياة ابنتهم للإصلاح إن رأوا ظلماً ، أو تقصيراً منها تجاه زوجها وأولادها ، أو في حال وقوع ظلم عليها من قبَل زوجها .

فالأحكام مختلفة تبعاً لاختلاف الأحوال ، ولو ثبت ما يقوله والدك على زوجك ، فإن هذا لا يعني أن يتدخل في حياتك الزوجية بما يفسدها ، فإن المرأة البالغة العاقلة الرشيدة لها أن تعطي من أموالها ما شاءت لزوجها ما دامت راضية بهذا .

4. إذا أصرَّ والدك على كلامه ، وعلى إفساد ما بينك وبين زوجك ، فلا تلتفتي لكلامه ، وليس عليك حرج من عدم استجابتك له بل ولا تكونين بعدم طاعته فيما يريد عاقَّة ، بل أنت مأجورة على صبرك عليه ، وتحملك له ، والمهم في ذلك : القول بالحسنى ، وعدم رفع الصوت عليه .

5. كما ننصحك بإشراك أحدٍ من أقاربك العقلاء ؛ للصلح بينك وبين والدك ، ولأجل إقناع والدك بضرورة الكف عن إفسادك على زوجكِ ، وإيقاع العداوة والبغضاء بينك وبينه .

6. لا تتوقفي عند مقاطعة والدكِ لك ، بل داومي على الاتصال به ، وزيارته ، وتجنبي وقت غضبه ، وتلطفي في الإنكار عليه ، وقد تكون الحكمة أحياناً في عدم الإنكار عليه وعدم إظهار مخالفته حتى لا يؤدي ذلك إلى خصومات ومنازعات معه لا داعي لها .

7. استعيني بالله تعالى ، وعليك بالدعاء ، أن يصلح حال والدك ، ويهديه لما فيه رضاه ، وانظري في نفسك إن كان هناك تقصير في حق الله فعليك بإصلاح حالك ، والرقي بنفسك لتكوني من السابقين في الطاعة والعبادة ، فقد يكون ما يحدث لك هو عقوبة على تقصيرك في حق الله .

ونسأل الله أن يهدي والدك ، وأن يوفقه لكل خير ، ونسأله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجك على طاعة ، وحسن عبادة .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب