تغيير العمر في بطاقة الأحوال للحصول على راتبين من الشركة
يوجد نظام شركة آرامكو تقاعد مبكر عند سن الخمسين عاماً . وإذا كان الموظف لم تصل مدة اشتراكه في التأمينات خمسة وعشرين سنة عند تقاعده المبكر ، فإنه يعطى راتبين ، أحدهما من شركة آرامكو والثاني من التأمينات حتى يبلغ ستين سنة ، فيعطى راتباً واحداً فقط من التأمينات ، ولا يستفيد من (ميزة) الراتب الثاني في التأمينات إلا من لم تصل مدة اشتراكه في التأمينات خمسة وعشرين سنة .
فبعض الموظفين قاموا بتكبير أعمارهم في البطاقة الشخصية حتى يستفيدوا من ميزة الراتبين لمدة عشر سنوات ، فهل هذا يعتبر من الغش والتدليس ؟
الجواب
الحمد لله.
لا شك أن تغيير العمر الحقيقي في بطاقة الأحوال لأجل أخذ راتبين ، هو من الغش
والتزوير المؤدي إلى أكل المال بالباطل ، ولا ندري كيف استهان الناس بهذه المحرمات
، لأجل شيء من متاع الدنيا الزائل ، وكيف يرضى الإنسان لنفسه أن يأكل الحرام ،
ويطعمه أولاده وأهله ، ومعلوم أن كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به .
قال صلى الله عليه وسلم : ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به )
رواه الطبراني وأبو نعيم عن أبي بكر ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (4519)
.
ومما يؤسف له أيضا أن هؤلاء الموظفين ينعمون بكثير من المزايا والحقوق ، وليسوا
بحاجة تدفعهم إلى ارتكاب الحرام ، لكنه الطمع وعدم القناعة ، نسأل الله لنا ولك
العافية .
ونحمد الله تعالى أن وفقك للسؤال ، وتحري الحلال ، ونسأل الله أن يبارك لك في رزقك
ومالك ، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه .
وتأمل هذا الحديث العظيم الذي هو درس وموعظة في القناعة : قال صلى الله عليه وسلم :
( إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها
فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية
الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته )
رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة ، وصححه
الألباني في صحيح الجامع برقم (2085)
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات .
والله أعلم .