تزوجها ثم اكتشف أن اسمَها مزوَّر
تزوجت قبل عام ، واكتملت شروط النكاح المعروفة لدي ، من موافقة ولي أمرها وشهود ومهر وغيرها ، وأخبرتني قبل الزواج أن اسمها الثلاثي ( أ م د ) كما جاء في أوراقها الرسمية ، وبعد عام اكتشفت أن اسمها ( أ س ى ) ، وأنها غيرت اسم والدها وجدها بأسماء لا تربطها بهم صلة ، لكي يسهل عليها دخول المملكة ، وجعلتني أردد اسمها غير الحقيقي لمدة عام ، ولم تصارحني بالحقيقة ، علماً بأنها دائماً تكذب حتى في أبسط الأشياء ، فهل عقد النكاح هذا باطل ؟ علماً بأني لم أسمع حتى من ولي أمرها أنه ذكر اسمها الحقيقي أثناء عقد النكاح .
الجواب
الحمد لله.
أولا :
ليس من أركان عقد النكاح ولا من شروطه التسمي بالاسم الصحيح ، بل يكفي تعيين المرأة
المراد خطبتها والعقد عليها ، فإن حصل خطأ أو تزوير في الاسم فلا يؤثر ذلك على صحة
النكاح .
جاء في "الشرح الممتع" للشيخ ابن عثيمين (12،48،49) في معرض ذكر شروط النكاح :
" ( أحدها : تعيين الزوجين ) لأن عقد النكاح على أعيانهما ، الزوج والزوجة ؛
والمقام مقام عظيم يترتب عليه أنساب ، وميراث ، وحقوق ، فلذلك لا بد من تعيين
الزوجين ، فلا يصح أن يقول : زوجت أحد أولادك ، أو زوجت أحد هذين الرجلين ، أو زوجت
طالباً في الكلية ، بل لا بد أن يعين ، وكذلك الزوجة فلا بد أن يعيِّنها فيقول :
زوجتك بنتي .
والتعيين له طرق :
الأول : الإشارة ، بأن يقول زوجتك ابنتي هذه ، فيقول : قبلت .
الثاني : التسمية باسمها الخاص ، بأن يقول : زوجتك بنتي فاطمة ، وليس له بنت بهذا
الاسم سواها .
الثالث : أن يصفها بما تتميز به ، مثل أن يقول : ابنتي التي أخذت الشهادة السادسة
هذا العام ، أو ابنتي الطويلة ، أو ابنتي القصيرة ، أو البيضاء ، أو السوداء ، أو
العوراء ، أو ما أشبه ذلك .
الرابع : أن يكون التعيين بالواقع ، مثل أن يقول : زوجتك ابنتي ، وليس له سواها "
انتهى باختصار
.
فالنكاح من حيث الصحة : صحيح .
أما ما فعلته تلك الفتاة فهو من المحرمات التي لا خلاف في تحريمها ، أن ينتسب
المسلم إلى غير أبيه ، وقد عدها أهل العلم من الكبائر لما جاء فيها من التغليظ ،
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال (638)
، (1942) .
فالواجب عليها التوبة من فعلتها تلك وتصحيح الاسم ، وتقوى الله تعالى في لسانها فلا
تتحدث إلا بالصدق ، واللسان سبيل إلى الجنة أو إلى النار ، ويجب على المسلم أن
يتحرى فيه الحق والعدل والصدق والإنصاف .
والله أعلم