ذكر كلمة التوحيد سبعين ألف مرة
هل صحيح أنني إذا قلت " لا إله إلا الله محمد رسول الله " سبعين ألف مرة يغفر لي كل ذنوبي ؟
الجواب
الحمد لله.
لم يرد تخصيص الذكر بـ " لا إله إلا الله محمد رسول الله " سبعين ألف مرة في حديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا ينبغي اعتقاد نسبته إلى الدين ، ولا يجوز تعليمه
الناس على أنه من كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولم نجده إلا في كلام ابن
عربي (ت 638هـ) صاحب كتاب " فصوص الحكم " المليئ بالغلو إلى حد الكفر وهدم الشريعة
، فقد قال في " الفتوحات المكية" :
" والذي أوصيك به أن تحافظ على أن تشتري نفسك من الله بعتق رقبتك من النار ، بأن
تقول :
( لا إله إلا الله ) سبعين ألف مرّة ، فإن الله يعتق رقبتك بها من النار أو رقبة من
تقولها عنه من الناس ، ورد في ذلك خبر نبوي " انتهى .
وتابع ابن عربي على العمل بهذا جمع من الصوفية ، واستأنسوا بالمروي فيه ، مع اعتراف
بعضهم بضعفه ، انظر : حاشية تحفة المحتاج (6/158) ، وبريقة محمودية شرح
طريقة محمدية (2/459) .
ونحن لا ننكر أن يكون لكلمة التوحيد فضل وأجر عظيم ، بل هي سبب نجاة العبد يوم
القيامة ، وأثقل ما يوضع في الميزان ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ )
رواه البخاري (128) ومسلم (32).
وانظر : (14608).
إلا أن الذي ننكره أن يخصص الذكر بالشهادتين بهذا العدد ، سبعين ألف مرة ، وأن ينسب
إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفضل الخاص .
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (24/323) :
عمَّن ( هلَّلَ سبعين ألف مرة وأهداه للميت يكون براءة للميت من النار ) حديث صحيح
؟ أم لا ؟ وإذا هلل الإنسان وأهداه إلى الميت يصل إليه ثوابه أم لا ؟
فأجاب :
" إذا هلل الإنسان هكذا : سبعون ألفا ، أو أقل ، أو أكثر ، وأهديت إليه نفعه الله
بذلك ، وليس هذا حديثا صحيحا ولا ضعيفا " انتهى.
ونقل المقري أيضا في "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" (2/55) عن الحافظ ابن حجر
إنكار كونه حديثا أيضا ، ولكني لم أقف عليه في كتبه رحمه الله.
وقد سبق في موقعنا بيان ضوابط الذكر المشروع من الذكر المبتدع ، يمكن الاستفادة
منها في الأرقام الآتية : (22457)
، (47073) .
كما يمكن الاستفادة من الجواب رقم : (13693)
وفيه ذكر أسباب أخرى لتكفير الذنوب .
والله أعلم .