حكم مشاهدة قناة " سبيس تون " وما فيها من أفلام كرتونية

16-12-2007

السؤال 110352

ما حكم مشاهده أفلام الكرتون التي تبث في قناة " سبيس تون " Speace toon على سبيل المثال : " كابتن ماجد " و " توم وجيري " ( القط والفار) سواء للصغار أو الكبار ؟ . وجزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله.


هذه القناة تشتمل على منكرات كثيرة ، وفيها مفاسد متعددة ، ويبدأ تضليلها للمسلمين من اسمها " الإنجليزي " ، ثم يبدأون بعدها ببث منكراتهم وفسادهم في عقول الصغار والكبار ، ولذا لا يحل لولي أمرٍ أن يمكِّن أولاده من مشاهدتها ؛ لما لها من تأثير سيء على عقائد من يشاهدها ، وعلى سلوكهم ، ومن المفاسد والمنكرات التي فيها :
1. الرسم باليد .
2. الموسيقى .
3. العري واللبس الفاضح ، كألبسة اللاعبين ، والمصارعين ، والسابحين ، والإناث عموماً .
4. العشق ، والحب ، والجريمة ، وغيرها من معاني وأخلاق السوء والشر .
أ. قال الأستاذ نزار محمد عثمان : إن من أكثر الموضوعات تناولاً في الرسوم المتحركة : الموضوعات المتعلقة بالعنف والجريمة ، ذلك أنها توفر عنصري الإثارة والتشويق اللَّذَيْن يضمنا نجاح الرسوم المتحركة في سوق التوزيع ، ومن ثم يرفع أرباح القائمين عليها ، غير أن مشاهد العنف والجريمة لا تشد الأطفال فحسب ، بل تروّعهم ، " إلا أنهم يعتادون عليها تدريجيّاً ، ومن ثم يأخذون في الاستمتاع بها وتقليدها ، ويؤثر ذلك على نفسياتهم ، واتجاهاتهم التي تبدأ في الظهور بوضوح في سلوكهم حتى في سن الطفولة ، الأمر الذي يزداد استحواذاً عليهم عندما يصبح لهم نفوذ في الأسرة والمجتمع " ... .
يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري : " فقصص " توم وجيري " تبدو بريئة ، ولكنها تحوي دائماً صراعاً بين الذكاء والغباء ، أما الخير والشر : فلا مكان لهما ، وهذا انعكاس لمنظومة قيمية كامنة وراء المنتج ، وكل المنتجات الحضارية تجسد التحيز " .
من مقاله " الرسوم المتحركة وأثرها على تنشئة الأطفال " .
ب. وفي موسوعته عن " اليهودية " قال الدكتور عبد الوهاب المسيري – أيضاً - :
أثبتت إحدى الدراسات أن أفلام " توم وجيري " هي أكبر آلية نقل فكرة حسم المشاكل عن طريق العنف للأطفال .
انتهى
ج. وقد جاء في أفلام كرتونية مشهورة أنهم جعلوا السارق ، والملاحِق للنساء ، والمتحرش بهنَّ رجلاً ضخماً له لحية ! ، ومن المعلوم أن اللحية شعار المسلمين ، ولا يخفى وجه جعلهم الشر متجسداً في هذه الصورة .
د. وفي الفيلم الكرتوني " كابتن ماجد " – والذي جاء ذِكره في السؤال - يصوَّر حضور الفتيات للمباريات ، وما فيه من تشجيع للاعبين ، ويصاحب ذلك الرقص ، والصراخ ، والمعانقة بين الذكور والإناث حال تسجيل الهدف ، وتجد الفتاة تلاحق لاعبها المفضل عندها ، وتقدم له هدية تعبيراً عن محبتها ، ويقبِّلها ذلك اللاعب ! .
فماذا يمكن أن يتعلم من هذا فتياننا وفتياتنا ؟! إنها الوقاحة ، وقلة الأدب ، والعشق ، والحب ، وجعل قدوة لها من اللاعبين تحبه وتتعلق به ، وهكذا تُغرس المعاني الفاسدة في أذهانهم ، وتتحول إلى واقع عملي في سلوكهم .
5. الخطر على العقيدة ، ويتمثل ذلك في تلك الرسوم في صور كثيرة ، منها :
أ. تصوير الرب تعالى – عياذاً بالله – في صورة بشعة في السماء يحكم بين المتخاصمين ، وهذا موجود في بعض حلقات " توم وجيري " الواردة في السؤال .
ب. تصوير الرب في صورة بشعة أيضاً ، ينظر بمنظار في الأرض كلها من السماء ! وينزل لنصرة المظلوم ! ويستطيع التحكم بالأمطار ، والرياح ، والبراكين ! ، وهذا في حلقات " ميكي ماوس " ، وجعله " فأراً " و في السماء لا يخفى على عاقل سبب فعلهم هذا .
ج. قال الأستاذ نزار محمد عثمان : " وللتدليل على ذلك : نذكر مثال الرسوم المتحركة الشهيرة التي تحمل اسم " آل سيمسونز The Simpsons لصاحبها مات قرونينق Matt Groening ، الذي صرّح أنه يريد أن ينقل أفكاره عبر أعماله بطريقة تجعل الناس يتقبلونها ، وشرع في بث مفاهيم خطيرة كثيرة في هذه الرسوم المتحركة منها : رفض الخضوع لسلطة الوالدين ، أو الحكومة ، الأخلاق السيئة والعصيان هما الطريق للحصول على مركز مرموق ، أما الجهل فجميل ، والمعرفة ليست كذلك ، بيد أن أخطر ما قدمه هو تلك الحلقة التي ظهر فيها الأب في العائلة Homer Simpson وقد أخذته مجموعة تسمي نفسها " قاطعي الأحجار " !! عندما انضم لهم الأب ، وجد أحد الأعضاء علامة في الأب رافقته منذ ميلاده ، هذه العلامة جعلت المجموعة تقدسه ، وتعلن أنه الفرد المختار ، ولأجل ما امتلكه من قوة ومجد : بدأ Homer Simpson يظن نفسه أنه الرب حتى قال : " من يتساءل أن هناك ربّاً ، الآن أنا أدرك أن هناك ربّاً ، وأنه أنا !! " " .
من مقاله " الرسوم المتحركة وأثرها على تنشئة الأطفال " .
6. السخرية من العرب والمسلمين .
قال الأستاذ نزار محمد عثمان : " ومثال ذلك : بعض حلقات برنامج الرسوم المتحركة المعروف باسم " سكوبي دو " " Scobby Doo " ، والمملوك لـ William Hanna و Joseph Barbera اللَّذين طبّقت شهرتهما الآفاق بعد نجاح رسومهما المتحركة " توم أند جيري " ، في إحدى الحلقات " يفاخر ساحر عربي مسلم عندما يرى سكوبي بقوله : " هذا ما كنت أنتظره تماماً ، شخصٌ أمارس سحري الأسود عليه " ، ويبدي الساحر المسلم رغبته في تحويل سكوبي إلى قرد ، لكن السحر ينقلب على الساحر ويتحول الساحر نفسه إلى قرد ، ويضحك سكوبي وهو يتحدث مع نفسه قائلاً : " لا بد أن ذلك الساحر المشوش ندم على تصرفاته العابثة معنا " ، ومرة أخرى في حلقة سكوبي دو تقوم مومياء مصرية بمطاردة سكوبي ورفاقه ، ويرتابون في أن المومياء نفسها حولت صديقهم الدكتور نسيب - العربي المسلم - إلى حَجر ، وفي النهاية يستميل سكوبي المومياء ويلقي بها في إحدى شباك كرة السلة ، ولكن عندما يكشف النقاب عن المومياء يجد أنها - لدهشة سكوبي - لم تكن مومياء بل الدكتور نسيب نفسه الذي أراد سرقة قطعة عملة ثمينة من سكوبي متنكراً في زي مومياء ، أي : أن سكوبي يريد إنقاذ مسلم يود سرقته ، لقد بلغ المسلم هذا الحد من الرداءة " " .
من مقاله " الرسوم المتحركة وأثرها على تنشئة الأطفال " .
قال علماء اللجنة الدائمة :
لا يجوز بيع ولا شراء ولا استعمال أفلام الكرتون ؛ لما تشتمل عليه من الصورة المحرمة ، وتربية الأطفال تكون بالطرق الشرعية ، من التعليم ، والتأديب ، والأمر بالصلاة ، والرعاية الكريمة .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
" فتاوى اللجنة الدائمة " 2 ( 1 / 323 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
لا يخفى عليكم حفظكم الله تأثير أفلام الكرتون وما تسمى بالأفلام المتحركة على أخلاق النشء وخاصة في العقيدة ، ولكن إذا وجد - وخاصة في هذا الوقت - ما يسمى جهاز وأشرطة الأتاري فهل تكون هذه الأشرطة عوضاً وبدلاً عن أفلام الكرتون ؟ .
فأجاب :
نحن يُذكر لنا هذا كثيراً بأن أفلام الكرتون التي تنشر في التلفاز أنها مضرة ، وربما تكون مضرة في العقيدة ، ولكن هل رأيت أو سمعت عن شيء محدد بحيث نعرف هل ينافي العقيدة أو لا ؟ ... .
طيب : إذاً لا يجوز أن نمكِّن أولادنا من بنين وبنات في مشاهدة هذا الكرتون ما دام أنه يغير العقيدة ، كيف نجعلهم يشاهدونها ؟! .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 71 / السؤال رقم 2 ) .
ونرجو النظر في جواب السؤال رقم : ( 71170 ) .
والله أعلم

الصور والتصوير المسابقات والألعاب تربية الأولاد
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب