برنامج "عيش سفاري" ، حقيقته ، وحكمه
هل يجوز المشاركة في برنامج "عيش سفاري" ؟ .
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
يسعدنا جدّاً أن يكون السائل من الشباب الذي يبحث عن الحق ، ويتحرى قبل الفعل ،
والأخ السائل لم يتجاوز الحادي عشر من عمره ، وهو يسأل عن دينه ، وعما يحبه ربه
تعالى ، وعما يبغضه ، وإننا لنفرح بذلك أشد الفرح ، وندعو لك بالتوفيق والسداد ،
وندعو لوالديك اللذين أحسنا تربيتك بكل خير ، ونسأل الله أن يقر أعينهما بك .
ثانياً :
برنامج " عيش سفاري " برنامج ساقط هابط ، يساهم في إفساد الأطفال .
وهو أول برنامج " واقعي " في العالم العربي ، وبعد ما استنفذوا طاقاتهم في تدمير
أخلاق الشباب والشابات ببرامج "التلفزيون الواقعي" مثل "ستار أكاديمي" وغيره :
جاءوا الآن ليفسدوا الجيل الصاعد من الشباب ، فأنشئوا لهم هذا البرنامج ، وخصصوه
للشباب من سن 11 إلى 13 ! ، وينتقون مجموعة من الفتيان والفتيات من دول عربية
وإسلامية ، ويقومون بالذهاب بهم إلى دول كافرة ، ليعتمدوا على أنفسهم ، وليتم
التنافس بينهم في مسابقات ذهنية وبدنية .
وقد تمَّ تصوير الموسم الأول من البرنامج في "جنوب أفريقيا" ، وتم تصوير الموسم
الثاني منه في "تايلاند" ، وسيتم اختيار ستة عشر مشتركاً في الموسم الثالث ، والذي
تقرر تصويره في "أستراليا" ! .
ثالثاً :
أصل فكرة البرنامج قائمة على إفساد هذا الجيل ، وإذابة الحواجز بين الذكور والإناث
، والدعوة للصداقة والاختلاط بين الجنسين ، وهذا السن تظهر عليه علامات البلوغ ،
ويكون باباً للوقوع في الفتن ، وخاصة إن علمنا لبس أولئك الفتيان والفتيات من
اللباس الضيق والقصير ، وفيه إظهار العورات وتحجيمها ، من ملابس النوم ، إلى ملابس
الرياضة ، إلى ملابس السباحة ! وكل ذلك بعيداً عن رقابة الأهل ، وبعيداً عن الوازع
الديني والإيماني ، فليس هناك وقت للصلاة ، فضلا عن الحث عليها ، وليس هناك توجيهات
إيمانية ، ليُعلم أن المقصود هو الفتنة ، ونشر الرذيلة والفساد .
والواجب على المسلمين جميعاً مقاطعة هذا البرنامج التافه ، وعدم تسليم أبنائهم
وبناتهم لمثل هؤلاء المفسدين ، وعليهم أن يحرصوا على تربية بناتهم على الحياء ،
والعفاف ، وهذا البرنامج يعلِّم البنت أن تصاحب فتى ذكراً ، وتلبس أمامه لباس
الرياضة ، ولباس البحر ، مما يذيب الحواجز التي تمنع من إفساد دين وأخلاق المسلم .
وهذا البرنامج لم يكتف صانعوه بإفساد من خرجت القرعة بذهابه معهم إلى تلك البلدان ،
حتى نقل كثيراً من وقائع تلك الرحلات للأسر المسلمة ، فتعلقت قلوب الفتيان والفتيات
به ، حتى بلغ الراغبون بالاشتراك عشرات الألوف ! هذا فضلاً عن تعلق كثيرين بالفتيات
اللاتي ظهرن في ذلك البرنامج ، وخاصة بعد عرضهن في فراش النوم ! وفي ثياب الرياضة
والسباحة ! ومن تأمل في زماننا هذا ورأى كثرة المهيجات للشهوة ، وكثرة طرق الفساد
والإفساد ، ورأى قلة الداعين للخير ، علم أن هذا البرنامج – وأشباهه – يشكِّل خطراً
على الأسرة المسلمة .
وإننا لنعجب من أولئك الآباء الذين يرسلون أعراضهم للسفر مع فئة من الناس لا تتقي
الله في أعراض المسلمين .
ونسأل الله أن يحفظ على المسلمين أعراضهم ، وأن يهدي ضالهم ، إنه سميع مجيب .
والله الموفق