هل يباح له الغش حتى يتخلص من الدراسة المختلطة

11-04-2009

السؤال 130502

أنا ممن ابتلاني الله تعالى بالدراسة المختلطة وأسعى للتخلص منها بالنجاح في آخر العام فهل يجوز لي أن أنقل في الامتحانات حتى أنجح ؟ وهل يجوز لي أن أعين على ذلك ولو لم يكن قصد المعان التخلص من الاختلاط؟ فإن لم يجز الغش في الامتحان في هذه الدراسة المختلطة فهل آثم إن لم أبلغ عمن فعله؟ مع أني أشعر أني لست مؤهلا لذلك لكوني تحت أبواي فقد يسبب تبليغي نزاعات قد أدخلهما فيها؟

الجواب

الحمد لله.

أخي العزيز نشكر لك سعيك إلى التخلص من هذا الوضع الذي تعاني منه، إلاّ أنّ الخطأ لا يعالج بمثله، وقد قال الفقهاء رحمهم الله : ( الضرر لا يزال بضرر مثله ).

فالغش حرام اتّفاقا؛ لقول المصطفى –صلى الله عليه وسلم-: ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ). رواه مسلم (101). فهذا عام يشمل الغش في الامتحانات وغيرها.

وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن حكم الغش في الاختبارات الدراسية ؟ فقال: " الغشّ محرّم في الاختبارات كما أنه محرّم في المعاملات، فليس لأحد أن يغشّ في الاختبارات في أي مادة، وإذا علم الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة والله المستعان ". ينظر: دروس للشيخ عبد العزيز بن باز - (2 / 33).

وقال أيضاً في "مجموع فتاوى ابن باز" (24 / 61): " الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا   أخرجه مسلم في صحيحه . وهذا لفظ عام يعم الغش في المعاملات وفي النصيحة والمشورة وفي العلم بجميع مواده الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك، ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة.

وإذا كان الغش حراماً فلا يجوز أن تعين غيرك عليه؛ لقول الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِن لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) رواه مسلم (49) .

أمّا إذا رأيت طالبا يغشّ في الاختبارات ، ولم تشارك أنت في هذا الغش ، الواجب عليه منعه من ذلك المنكر إذا رأيته أو إبلاغ المراقب عنه ، وكل ذلك مقيّد باستطاعتك ، خاصة في وقت الامتحان الذي يغلب انشغال الإنسان فيه بنفسه وإجابته عن إحداث مشكلة مع غيره .

فإن خشيت من ذلك ضرراً لا يحتمله مثلك ، أو انتشار الضرر وآثاره إلى أهلك فلا حرج عليك إن شاء الله ، في الإعراض عنه ، والانشغال بأمرك وترك ذلك إلى مسؤول المراقبة قال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله :

وهنا مسألة يسأل عنها بعض الطلاب، يقول: إذا رأيت هذا الطالب يغش أو يحاول أن يغش، فهل يلزمني أن أخبر عنه، أو أقول: المسألة موكولة لغيري وفي ذمة غيري

الجواب : يلزمه أن يخبر به؛ لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى، هذا الطالب الكسول الفاشل في الدراسة إذا غش سوف يغلب الطالب المجتهد الناجح، وهذا ظلم، وإزالة الظلم واجبة، فيجب أن تخبر لكن كيف الطريق؟ لكن قد يكون الطالب ضعيفاً أمام الطالب الذي غش فيخشى أن يؤذيه، فنقول: من الممكن أن يكون الإخبار عن طريق كتابة ورقة صغيرة يعطيها للمراقب من غير أن يشعر به، وإذا لم يمكن هذا فبعد انتهاء الامتحان يذهب إلى المسئول في المدرسة ويخبره، وإذا أخبره برأت ذمته، وأما السكوت على أمر منكر وظلمٍ للآخرين فإن هذا لا يجوز، هذا ما يتعلق بالامتحانات ... ". انتهى من اللقاء الشهري (4/1)

وينظر: جواب السؤال رقم (95776) و (106521) .

الأخلاق المذمومة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب