الحمد لله.
قد لا يكون الحل نصحك بترك الشبكة العنكبوتية لأن هناك الفضائيات ، والمجلات .
نعم ، يمكن أن تجد في " الإنترنت " ما لا تجده فيما ذُكر ، لكن كلامنا على أصل فعلك للمعصية ، وأن إغلاق طريقٍ ليس منعاً لفعل المعصية .
والحل في مثل هذا : أن يزداد خوفك من الله وتعظيمك الله حتى يمنعك ذلك من الوقوع فيما حرم الله .
وعليك أن تكثر من ذكر الموت ، حتى يكون ذلك دافعاً لك للاستعداد له .
فالواجب عليك : هو علاج نفسك من فعل معصية النظر المحرَّم حيثما كانت الصورة .
ومن أنفع الأدوية : المبادرة إلى الزواج إن استطعت ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْج) رواه البخاري (5065) ومسلم (1400) .
وأما بخصوص بقائك داخل الشبكة العنكبوتية أو لا : فإن في ذلك تفصيلاً :
أ. إن كنتَ تعتقد – أو يغلب على ظنك – ترك معصية النظر المحرَّم بالكلية بخروجك من الشبكة : فاقطع علاقتك بها ، حتى تحصِّن نفسك ، وتعالجها ، وتعلم أنه لن يكون لك فيها إلا مساهمات الخير .
واهتمامك بإصلاح نفسك مقدم على اهتمامك بإصلاح الآخرين .
ب. وإن كنت تعتقد - أو يغلب على ظنك – أنك لن تترك معصية النظر المحرَّم ، وأنك ستنشغل بمتابعة التافه من برامج الفضائيات ، والنظر في الصحف ، والمجلات : فالنصيحة لك أن تبقى داخل الشبكة ، على أن تجاهد نفسك حق الجهاد أن تبتعد عن كل محرَّم يشاهد ، ويُسمع ، وفي اعتقادنا أنك لو تحصر نفسك في متابعة مواقع معينة نافعة ، علمية ، وأخبارية ، وتحصر نفسك في الالتزام بمواعيد محددة في غرف صوتية في " البال توك " تقدِّم فيها النافع المفيد ، وتستمع لما فيه زيادة في علمك وإيمانك : في اعتقادنا أنك لن تجد الوقت الذي تنتقل فيه إلى الضار ، السيء ، المحرَّم ، من المواقع .
فبادر فوراً إلى التوبة الصادقة من كل ذنبٍ فعلتَه ، واندم على ما فرَّطت في جنب الله ، واعقد العزم على عدم العوْد لتلك الذنوب ، وأقبل على الله بقلبٍ سليم طاهر ، واسأله التوفيق ، والسداد ، وتطهير جوارحك من الحرام ، واشكر نعَم الله عليك بتصريفها فيما يحب ربك ويرضاه منك .
وانظر جواب السؤال رقم ( 20229 ) ففيه تفصيل مهم حول " وسائل غض البصر " .
والله أعلم