الحمد لله.
أولاً :
من ترك الصلاة بالكلية فقد كفر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه أحمد (22428) ، والترمذي (2621) ، والنسائي (462) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم (20340) ، ورقم (2182) .
ثانياً :
إذا لم يتب تارك الصلاة ، بأن مات وهو تارك لها ، فإنه يموت كافراً خارجاً عن الإسلام ، وعلى هذا فلا يجوز الدعاء له بالمغفرة والرحمة ولا يجوز أن يرثه أقاربه المسلمون ؛ لما روى البخاري (6383) ومسلم (1614) عن أسامة بن زيد رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يرث المسلم الكافر ، ولا الكافر المسلم) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا مات من لم يصل وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فهل يرثه ورثته من بعده إن كانوا صالحين ، وهل ميراثهم حلال ؟ وهل تجوز الصلاة عليه وهل تتبع جنازته ؟ أفيدونا أفادكم الله .
فأجاب : " إذا مات من لا يصلي فإنه مات كافراً كفراً مخرجاً عن الملة ، ولا فرق بينه وبين عابد الصنم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر الذي رواه مسلم : (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) فهذا كافر ، وإن قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، لأن هذه الشهادة كَذَّبها فعله ، فالمنافقون يقولون لا إله إلا الله ويقولون للرسول عليه الصلاة والسلام نشهد إنك لرسول الله ، ومع ذلك فقد كذبهم الله تعالى في هذا لأنهم لم ينقادوا لأمر الله ورسوله ولم يطمئنوا لذلك ، إذن فمن مات وهو لا يصلي حرم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ، وحرم الدعاء له بالرحمة والمغفرة لأنه من أهل النار ، ولا يجوز لأحد أن يدعو بالمغفرة والرحمة لمن مات على الكفر ، وكذلك لا يحل لأحد من أقاربه المسلمين أن يرثوه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه الذي رواه أسامة بن زيد : (لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم) إذن ماذا نصنع به ؟ نحمله إلى خارج البلد ونحفر له حفرة ونغمسه فيها بدون تغسيل ولا تكفين ولا صلاة ، وهذه المسألة مشكلة عظيمة ، لأنها قد توجد من بعض الناس وأهلوهم يعرفون ذلك أنه لا يصلي ، وأنه مات وهو لم يصل ، ولم يعلموا منه أنه آمن بالله وتاب ، ومع ذلك يغسلونه ويكفنونه ويأتون به إلى المسلمين ليصلوا عليه ، وهذا حرام عليهم ، لا يجوز لهم ، لأنهم بذلك قد خانوا المؤمنين ، فإن المؤمنين إذا لو علموا أنه لا يصلي ما صلوا عليه ، وهؤلاء قدموه للمؤمنين يصلون عليه ، فأنا أنصح إخواننا المسلمين أن ينتبهوا إلى هذه المسألة العظيمة ، كما أنني أدعو أولئك المتهاونين بالصلاة أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم ، وأن يصلوا حتى يكونوا من المسلمين" انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .
والله أعلم