الحمد لله.
الأصل أنه لا يجوز له أن يأخذ من هذه الوجبات لمنزله ، وذلك لأنه مكلف بعمل محدد ويتقاضى راتباً على هذا العمل ، فليس له أن يأخذ ما زاد على ما تم الاتفاق عليه .
وهذه الوجبات المتبقية إنما هي حق للشركة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ)رواه أحمد (20172) وصححه الألباني .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : والدي يعمل في مطعم ، وصاحب هذا المطعم بخيل ؛ لذلك والدي - بالاشتراك مع عمال المطعم - يأخذون بعض الطعام بدون علم صاحب المحل ، ويأتي والدي بمقدار 3 كيلو من اللحم أسبوعيا بدون علم صاحب المحل ، فقلت : لماذا تفعل ذلك يا والدي ؟ قال لي : لأن صاحب المطعم بخيل ، ولا يعطف علينا بشيء ، وأنا طالب ما زلت أدرس ، فهل الأكل من هذا الطعام حرام ؟
فأجابوا : "لا يجوز لك أن تأكل من هذا الطعام الذي يأخذه والدك من المطعم خفية بدون علم صاحب المطعم ، ولو كان صاحب المطعم بخيلا ؛ لأن العامل ليس له إلا حقه من الأجر ونحوه مما اشترط حين العقد" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (22/336-337) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يتبقى بعد انتهاء الرحلة بعض الأطعمة الزائدة عن حاجة الركاب وغالبا ما تتلف , فهل يجوز أخذ هذه الأطعمة من قبل ملاحي الطائرة بعد الانتهاء من الرحلة ؟ وهل لي أن آخذ من الطعام والماء المقرر لي إن لم آكله في الطائرة ؟
فأجاب : "أرى أن لا تأخذ شيئا مما تأكله ؛ لأن هناك فرقا بين التمليك وبين الإباحة , فهم يبيحون لك أن تأكل وتشرب ما شئت , لكن لا يملكونك هذا , ولذلك رخص الشارع لمن مر ببستان فيه نخل أن يأكل وهو على النخل لكن لا يحمل , وأما إذا كانت تتلف فلك أن تأخذها وتأكلها أو تتصدق بها" انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13/825) .
لكن ... إذا كانت الشركة على علم بذلك فلا حرج على زوجك في آخذه من تلك الوجبات .
وكذلك لا حرج عليه إن كانت هذه الوجبات سترمى ويكون مصيرها التلف ، فحينئذ لا حرج على زوجك أو غيره من الموظفين أن يأخذ منها .
والله أعلم .