الحمد لله.
الحديث الثاني
:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خيار أمتي من شهد أن لا إله إلا الله ، وإذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤوا
استغفروا ، وإذا سافروا قصروا وأفطروا ، وإن شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم ،
وغذوا في النعيم ، همهم ألوان الطعام ، وألوان الشراب ، وإذا تكلموا تشدقوا ، ويل
للجرارين أذيالا )
رواه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/305) وقال : " تفرد به محمد بن سليمان :
قال أبو حاتم الرازي : هو منكر الحديث " .
وضعفه العراقي في تخريج " إحياء علوم الدين " (3/232) وعزاه للبزار .
الحديث الثالث
:
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم ، وغذوا به ، يأكلون من الطعام ألوانا )
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (7/372)، والحاكم في " المستدرك " (3/657)
قال الذهبي رحمه الله :
" أظنه موضوعا " انتهى.
" تلخيص المستدرك " (3/657)
وقال العراقي رحمه الله :
" فيه أصرم بن حوشب : ضعيف " انتهى.
" تخريج إحياء علوم الدين " (3/232)
الحديث الرابع
:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن أول ما خلق الله سبحانه وتعالى العقل فقال أقبل فأقبل ثم قال أدبر فأدبر ثم
قال ما خلقت شيئا أحسن منك بك آخذ وبك أعطي ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من كان له واعظ من نفسه كان له من الله حافظ ومن أذل نفسه في طاعة الله فهو أعز ممن
تعزز بمعصية الله ثم قال شرار أمتي الذين غدوا في النعيم الذين يتقلبون في ألوان
الطعام والثياب الثرثارون الشداقون بالكلام وخيار أمتي الذين إذا أساؤا استغفروا
وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا )
رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (7/318) قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى
بن معاوية الطلحي ، وأفادنيه أبو الحسن الدارقطني ، ثنا سهل بن المرزبان بن محمد
أبو الفضل التميمي الفارسي سنة تسع وثمانين ومائتين ، ثنا عبدالله بن الزبير
الحميدي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن منصور ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير .
قال أبو نعيم رحمه الله : " غريب من حديث سفيان ومنصور عن الزهري ، لا أعلم له
راويا عن الحميدي إلا سهلا ، وأراه واهما فيه " انتهى.
الحديث الخامس
:
من طريق عبد الحميد بن جعفر ، واختلف الرواة عنه : فجعله بعضهم من حديث فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم . وجعله آخرون من حديث فاطمة بنت الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وعلى كل حال فالحديث مرسل ، ففاطمة بنت الحسن لم تسمع من النبي صلى الله عليه وسلم
، ولا من جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ينظر : " العلل " العلل للدارقطني (15/183-184) .
الحديث السادس
:
عن بكر بن سوادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( سيكون نشو من أمتي ، يولدون في النعيم ، ويغذون به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان
الثياب ، يتشدقون بالقول ، أولئك شرار أمتي )
رواه الإمام أحمد في " الزهد " (ص/394) نسخة الشاملة قال : ، حدثنا علي بن إسحاق ،
أنبأنا عبد الله ، وعتاب ، حدثنا عبد الله ، أنبأنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن
زحر ، عن بكر بن سوادة .
قلنا : وهذا مرسل ، لأن بكر بن سوادة من الطبقة الوسطى من التابعين .
الحديث السابع
:
عن عروة بن رويم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان الثياب
، يتشدقون في الكلام )
رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (رقم/758)، ووكيع في " الزهد " (رقم/163)
كلاهما عن الأوزاعي عن عروة به .
وهذا مرسل صحيح الإسناد .
والحاصل أن
طرق هذا الحديث لا تخلو جميعها من الضعف ، وبعضها أشد ضعفا من بعض بعض ، إلا أن بعض
أهل العلم قد حسنوا الحديث بشواهده :
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" إذا ضُمَّ – يعني حديث أبي أمامة - إلى المرسَلَين الأولين : صار الحديث بمجموع
ذلك حسنا ... " ثم ساق بعض هذه الشواهد . ينظر : " السلسلة الصحيحة " (رقم/1891) .
ثانيا :
قال المناوي رحمه الله :
" ( سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان
الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار أمتي ) أي : من شرارهم ، وهذا من معجزاته ،
فإنه إخبار عن غيب وقع ، والواحد من هؤلاء يطول أكمامه ، ويجر أذياله تيها وعجبا ،
مصغيا إلى ما يقول الناس له وفيه ، شاخصا إلى ما ينظرون إليه منه ، قد عمي بصره
وبصيرته إلى النظر إلى صنع الله وتدبيره ، وصم سمعه عن مواعظ الله ، يقرأ كلام الله
ولا يلتذ به ، ولا يجد له حلاوة ، كأنه إنما عنى بذلك غيره ، فكيف يلتذ بما كلف به
غيره ، وإنما صار ذلك لأن الله عز اسمه خاطب أولي العقول والبصائر والألباب ، فمن
ذهب عقله وعميت بصيرته في شأن نفسه ودنياه ، كيف يفهم كلام رب العالمين ويلتذ به ،
وكيف يجلو بصره وهو يرى صفة غيره " انتهى.
" فيض القدير " (4/170)
وقال أيضا :
" قال الغزالي : وشره الطعام من أمهات الأخلاق المذمومة ؛ لأن المعدة ينبوع الشهوات
، ومنها تتشعب شهوة الفرج ، ثم إذا غلبت شهوة المأكول والمنكوح يتشعب منه شهوة
المال ، ولا يتوصل لقضاء الشهوتين إلا به ، ويتشعب من شهوة المال شهوة الجاه ،
وطلبهما رأس الآفات كلها من نحو كبر وعجب وحسد وطغيان ، ومن تلبس بهذه الأخلاق فهو
من شرار الأمة .... وقد اشتد خوف السلف من لذيذ الأطعمة ، وتمرين النفس عليها ،
واعتقدوا أنها من علامات الشقاء ، ورأوا منعها غاية السعادة " انتهى.
" فيض القدير " (4/205)
وانظر جواب السؤال رقم : (71173)
والله أعلم .