الحمد لله.
ثانياً:
لا يخفى عليك أن فتنة " الإنترنت " فتنة عظيمة سقط فيها كثيرون ، وضاعت فيها مروءات
وأعراض لكثيرين وكثيرات ، وبعض أولئك كان من الملتزمين المستقيمين على طاعة الله ،
وفتنة هؤلاء – رجالاً ونساءً – لم تكن مرَّة واحدة ، بل كانت على خطوات وامتد الأمر
فيها لأشهر وسنوات ، ولم يزل الشيطان يسوِّل للطرفين أن ما يفعلونه حلال ، ثم ينتقل
معهم إلى الاستحباب والوجوب نصرة للدين وقياماً بواجب النصح للمسلمين ، وهكذا يكون
الواحد منهم مفتوناً وهو لا يدري عن نفسه أو يدري لكنه يظن نفسه أنه لن يقع في
الإثم الكبير والجُرم العظيم ، ثم سقط من سقط ونجا من نجا ، والقصص الكثيرة التي
يعلمها خواص العلماء والدعاة والمربين مؤلمة موجعة ، وما يعرفه الناس مما ظهر منها
فليس إلا القليل القليل من الواقع .
ولهذا كلِّه فإننا شددنا ولا نزال نشدد على ضرورة الابتعاد عن الخطوة الأولى التي
يوقع فيها الشيطان أولئك العفيفين والعفيفات في حبائله ، وكان منَّا تنبيهات
وتحذيرات بعدم التساهل في التعرض لفتنة النساء بالمشاركات العامة ، أوما المخاطبات
والمراسلات الخاصة فإننا لا نزال على المنع منها ، بل نشدد على هذا المنع لما حصل
من فتنٍ ومصائب جرفت كثيراً من المحسوبين على الخير والاستقامة .
وقد بيَّنا حكم هذه المراسلات والمحادثات بين الجنسين في فتاوى متعددة ، فانظر
أجوبة الأسئلة : ( 78375 ) و (
34841 ) و (
23349 ) و (
20949 ) و (
26890 ) و (
82702 ) .
وعليه :
فإذا كان عند أخت مشاركة سؤال يستفيد منه المسلمون فلتضعه في مشاركة عامَّة ، وليكن
الجواب عليه منك ومن أمثالك من الإخوة طلبة العلم جوابا عاما ، فيستفيد الجميع من
إجابتكم.
وأما إذا كان عند أخت سؤال خاص للإدارة أو المشرفين : فإننا لا نرى جواز المراسلة
الشخصية بينها وبين واحد منهم ، ونرى جواز أن تكون رسالتها يطلع عليها مجموعة
المشرفين ، وأن تكون الإجابة تحت رقابة جماعية أيضا ، إذا كان الكاتب واحداً منهم ،
وفي يقيننا واعتقادنا أن الأخت التي ستكتب الرسالة إذا علمت أن رسالتها سيطلع عليها
ثلاثة – مثلاً - من المشرفين : فإنها ستكون في غاية الحذر من كلماتها ، وإن الشيطان
سيكون أبعد ما يكون عن فتنتها بإذن الله تعالى ، وهكذا لو علم الرادُّ عليها أن ما
سيرد به ستكون نسخ منه عند المشرفين : فلن يكون – بإذن الله تعالى – للشيطان عليه
سبيل لفتنته ، ولا يجوز للقائم بالجواب ، أو أحد المشرفين والمراجعين ، أن يحتفظ
بعنوان البريد الخاص بالسائلة ، بل متى انتهى جوابه ، انتهت صلته بها ، وترك
عنوانها وكل شيء يتعلق بها .
وما اشترطناه هنا في المراسلات ليس صعباً تحقيقه في عالَم المنتديات ؛ فإن الأمور
الفنية بلغت غاية عظيمة في هذا الباب .
ونرجو أن يعمَّ هذا الاقتراح في المنتديات الحريصة على الخير ، وستنقطع – بإذن الله
– فتن كثيرة ، وسيحفظ هذا على الإخوة والأخوات أعراضهم ، ويَقطعون الطريق على من
يتهمهم بما ليس فيهم .
ثالثاً:
أما بخصوص الرسائل الخاصة بين النساء والأعضاء المشاركين في المنتدى : فالذي نراه :
أن الاطلاع عليها دون علم منهم هو من التجسس المنهي عنه ، فلا يجوز لكم فعله ، وأما
مع علمهم بأن الإدارة تراقب الرسائل الخاصة : فيجب عليكم مراقبتها ، وبعض المواقع
لما رأت ما ينتج عن الرسائل الخاصة من مشكلات أغلقتها بالكلية ، فإما أن تفعلوا
كفعلهم ، وإما أن تنبهوا المشاركين إلى أن رسائلهم تحت مراقبة الإدارة ، ويكون هذا
شرطا للقبول في هذه الخدمة ، وإن كان إغلاق الباب ، وحسم المادة أسلم وأبرأ للذمة .
فإن قال قائل : إن منعناهم من المراسلة الخاصة فسيفعلون ذلك عن طريق الإيميل :
فالجواب : أن المراسلة الخاصة قد تمت هنا عن طريق موقعنا ومنتدانا فنحن نتحمل
مسئوليتها ، وأما مراسلتهم عن طريق الإيميل أو محادثتهم بالهاتف فيتحملون هم
مسئوليتها وليس علينا منها شيء .
والله أعلم