تظاهر في الإنترنت بأنه فتاة وظل على علاقة برجل لمدة سنتين
أنا شاب عمري 19 سنة ، كنت فتحت إيميل باسم بنت وأكلم الناس . وفي يوم حاول أحد الشباب يتعرف بس كنت أرفض ، وفعلا تعرفنا وأرسلت له صورة بنت من الجهاز عندي وصدق ، واستمر الحال على ذلك سنتين ، وهو من بلد عربي آخر ، وطلب إنه يتقدم لي ، علي أساس إني البنت التي في الصورة ، وهو كان معجب بشخصيتي وعرف عني كل شيء ، وأنا أيضاً ، يعني : حفظنا بعض . لما طلب إنه يتقدم لي ، ذكرته له إن أبي لن يوافق لاختلاف الجنسية ولا أريده أن يعرف إني أكلم شباب .
ومرة ثلاث سنوات وتزوج ، وما زال يكلمني حتى الآن ، وأقول له : إن ينساني ، وأنصحه بالصلاة ونصائح أخرى جيدة ، وأقول له لا تفضل أحداً على زوجتك ، حتى لو كنت أنا ، لأنها شريكة حياتك !!
وقد طلب مني إني أتعرف على زوجته ، لأنه واثق إني فتاة ، وأنا أرفض ، بس هو مش قادر ينسى !!
وفي يوم حصلت مشكلة بيننا ، وكان زعلان ، ومن كثرة التفكير حصل له حادث بالسيارة. والله أنا ألوم نفسي ، وأريد أن أكفر عن ذنبي من غير ما يعرف إني ولد ، لأنه ممكن يحصل له شيء ، وهو حديث عهد بالزواج ؟!!
الجواب
الحمد لله.
أولا :
الواجب أن تتوب إلى الله تعالى مما اقترفته من الكذب والخداع والتشبه بالمرأة ، وقد
لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ، فكيف بمن يدعي أنه
امرأة ، ويتكلم بلسانها ، ويقيم علاقة محرمة على أنه امرأة ، ولا ندري كيف قبلت هذا
لنفسك ورضيت به هذه المدة ، نسأل الله العافية .
ولعله قد بان لك الآن شناعة هذا التصرف وقبحه ، فبادر بالتوبة والندم ، وأكثر من
الأعمال الصالحة ، لعل الله أن يتجاوز عنك .
ثانيا :
هذا العمل القبيح يمارسه بعض من لا يتقون الله ، فيشاركون في الإنترنت بأسماء
النساء ، فينخدع بهم النساء والرجال على حد سواء ، وقد يطلع المزور بذلك على أسرار
بعض النسوة ، ويتبادل معهن الحديث والصور ، وقد نسي أن الله تعالى مطلع عليه ، محصٍ
عليه أعماله ، وقد توعد الكاذبين والماكرين والمخادعين ، قال سبحانه : ( فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة/7، 8
وقال عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا
تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا
بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47
وقال تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا
فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ
صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا
وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف/49
وهذا العمل مع حرمته وقبح أثره ، فيه دناءة وخسة ، لا سيما إذا رضي الرجل لنفسه أن
يكون في صورة المرأة المعشوقة المنكوحة ، وهذا قد ينشأ عن شذوذ ومرض ، فليبادر من
ابتلي بهذا بإنقاذ نفسه وعلاجها والبحث عن مواطن الخلل فيها .
ثالثا :
يلزمك قطع هذه العلاقة المحرمة ، وتغيير البريد الذي كنت تتعامل به ، وحذف
المعرّفات والأسماء التي كنت تشارك بها ، وبهذا تنقطع أخبارك عن الشخص الذي ذكرته ،
وعن كل من كان منخدعا بك ويظنك امرأة .
ومع هذا فلو أرسلت إلى صاحبك رسالة قبل إلغاء البريد تخبره فيها بحقيقة أنك رجل ،
ليعض أصابع الندم ، ويعرف كم كان مغفلا مخدوعا مقيما للعلاقة المحرمة مع الوهم
والخيال ، وفي ذلك عبرة له وعظة قد ينتفع بها في مستقبل حياته ، وقد تخفف عنه آثار
التعلق الذي تمكن منه ولم يفارقه حتى بعد زواجه .
عافانا الله وإخواننا المسلمين من كل شر وبلاء وفتنة .
والله أعلم .