هل يجوز للصغير الانحناء للكبير عند التحية

27-02-2011

السؤال 164865

إن أمر شرك الاحترام (أو التقدير) يحيرني كثيراً ، فعندنا عادة بين أقاربنا أن ينحني الصغير قليلا أمام الكبار ، ويقوم الكبار حينها بوضع أيديهم على رؤوس الصغار تعبيراً عن المحبة ، لكن الصغار لا ينحنون كما ينحني المسلم في ركوعه .

الجواب

الحمد لله.

الركوع والانحناء لا يحل عند ملاقاة أحد لا عند عالِم ولا غيره .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
"وأما الانحناء عند التحية : فينهى عنه كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحنى له ؟ قال : لا " ؛ ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عز وجل وإن كان هذا على وجه التحية في غير شريعتنا كما في قصة يوسف وخروا له سجَّداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل وفي شريعتنا لا يصلح السجود إلا لله ، بل قد تقدم نهيه عن القيام كما يفعله الأعاجم بعضها لبعض فكيف بالركوع والسجود ؟ وكذلك ما هو ركوع ناقص يدخل في النهي عنه " انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 1 / 377 ) .
وقال :
"وأما وضع الرأس عند الكبراء من الشيوخ وغيرهم ، أو تقبيل الأرض ونحو ذلك : فإنه مما لا نزاع فيه بين الأئمة في النهى عنه ، بل مجرد الانحناء بالظهر لغير الله عز وجل منهي عنه ، ففي المسند وغيره أن معاذ بن جبل رضي الله عنه لما رجع من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : ما هذا يا معاذ ؟ فقال : يا رسول الله رأيتهم في الشام يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ويذكرون ذلك عن أنبيائهم ، فقال : كذبوا يا معاذ لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ، يا معاذ أرأيتَ إن مررت بقبري أكنتَ ساجداً ؟ قال : لا ، قال : لا تفعل هذا " أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم …
وبالجملة : فالقيام والقعود والركوع والسجود حق للواحد المعبود خالق السموات والأرض وما كان حقّاً خالِصاً لله لم يكن لغيره فيه نصيب مثل الحلف بغير الله عز وجل " انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 27 / 92 ، 93 ) .

وللتفصيل في مسألة السجود لغير الله ينظر جواب السؤال رقم : (229780)

والله أعلم

آداب السلام
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب