إذا كانت الزوجة تريد أن تنجب صغيرا ثالثا ، وزوجها يقول لها كما تريدين وهي تحس أنه يرغب في الإنجاب ، ولكن المشكلة أن أمها ترفض هذا الأمر و تشاجرها ، وربما تقاطعها من أجل ذلك ، بماذا تنصحونها أتلبي رغبتها وتنجب أم تمتنع وتطيع أمها ؟
الحمد لله.
أولاً :
جاءت الشريعة الإسلامية بالحث على كثرة النسل والترغيب فيه ؛ لما في كثرته من العزة والقوة للأمة ، وحصول المباهاة منه عليه الصلاة السلام لأمته يوم القيامة ، فقد روى أبو داود (2050) عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1784) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الذي ينبغي للمسلمين أن يكثروا من النسل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ؛ لأن ذلك هو الأمر الذي وجَّه النبي إليه في قوله : ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم ) ، ولأن كثرة النسل كثرة للأمة ، وكثرة الأمة من عزتها ، كما قال تعالى ممتنا على بني إسرائيل بذلك : ( وجعلناكم أكثر نفيراً ) الإسراء/6 ، وقال شعيب لقومه : ( واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثَّركم ) الأعراف/86 ، ولا أحد ينكر أن كثرة الأمة سبب لعزتها وقوتها على عكس ما يتصوره أصحاب ظن السوء الذين يظنون أن كثرة الأمة سبب لفقرها وجوعها " انتهى من " فتاوى إسلامية " (3/190) .
ثانياً :
لا يجب على الولد أن يطيع والديه في ترك الإنجاب ؛ وذلك لسببين :
السبب الأول : أنه أمر بما يخالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم .
السبب الثاني : أن الإنجاب حـق مشترك بين الزوجين ، فليس لأحد غيرهما أن يتدخل في ذلك .
ومع ذلك ... فعلى الزوجة أن تتلطف مع أمها وتكون رفيقة معها في الكلام .
والله أعلم