الحمد لله.
والذي نراه بعد الاطلاع على
ما كتبه العلماء في بيان حالهم وما يُعرف من واقعهم في العراق وإيران : أنهم – الآن
– وثنيون مشركون ، إن لم يكونوا كلهم ، فالأكثر منهم ، وقد سألْنا بعضَ طلبة العلم
من أهل العراق ممن كان على دينهم فهداه الله تعالى للإسلام ، ولطريق السلف وطلب
العلم ، عن الصابئة في العراق فقال : إن أكثرهم وثنيون ، وإن نسبة من يدين بدين أهل
الكتاب منهم لا تتعدى واحد بالمائة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " وقال أبو الزناد : " الصابئون قوم مما
يلي العراق ، وهم يؤمنون بالنبيين كلهم ، ويصومون من كل سنة ثلاثين يوما ، ويصلون
إلى الشمس كل يوم خمس صلوات " .
فهؤلاء الصابئة الذين أدركهم الإسلام وكانوا بأرض " حرَّان " والذين خبروهم عرفوا
أنهم ليسوا من أهل الكتاب ، بل مشركون يعبدون الكواكب ، ولا يحل أكل ذبائحهم ولا
نكاح نسائهم ، وإن أظهروا الإيمان بالنبيين ، فهو من جنس إيمان الفلاسفة بالنبيين ،
والفلاسفة الصابئون من هؤلاء " انتهى من " الرد على المنطقيين " ( ص 456 ) .
وقد ذكر أصحاب " الموسوعة
الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " ( ص 739 ) : أن طائفة الصابئة
المندائية هم الطائفة الباقية الوحيدة من الصابئة ، وهم الذي يعتقدون في يحيى عليه
السلام نبيّاً لهم ، وقد قالوا فيهم : " الصابئة المندائية " هي طائفة الصابئة
الوحيدة الباقية إلى اليوم ، والتي تعتبر يحيى عليه السلام نبيًّا لها ، يقدّس
أصحابها الكواكب والنجوم ويعظمونها ، ويعتبر الاتجاه نحو نجم القطب الشمالي ، وكذلك
التعميد في المياه الجارية من أهم معالم هذه الديانة " انتهى .
وخلصوا في نهاية بحثهم حولها أن هذه الطائفة صارت كأنها طائفة وثنية فقالوا : " وقد
أصبحت هذه الطائفة كأنها طائفة وثنية تشبه صابئة حران الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن
تيمية " انتهى من " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " ( ص
750 ) .
وعليه : فلا نرى جواز أكل ما
ذبحه الصابئة الباقون اليوم ، إلا أن يثبت أن الذابح منهم يدين بدين أهل الكتاب –
وهم قليلون جدّاً - فيكون له حكم أهل الكتاب في حلِّ ذبيحته إذا ذكر الله تعالى
وأنهر الدم ، وأما ما يصنعه أولئك من الخبز أو الحلويات أو غير المذبوح من الأطعمة
فهو حلال لآكله .
والله أعلم