أنا لون جلدي في بعض أجزاء الجسم ( وخصوصا العورة ) أغمق كثيرا من باقي جسدي ، فهل يجوز تغيير لونه حتى يكون بنفس اللون الطبيعي للجسم ، وذلك بواسطة التفتيح أو أية وسيلة أخرى ؟ (برجاء ملاحظة أن هذا اللون لم يكن كذلك من قبل) .
الحمد لله.
أولا :
تغيير لون البشرة من السواد إلى البياض .. بالكريمات أو مستحضرات التجميل ونحوها ، لا حرج فيه ، إذا كان التغيير مؤقتاً ، وأما إذا كان تغيير لون البشرة .. على وجه الدوام فلا يجوز ، سواء كان عن طريق العمليات الجراحية ، أو غير ذلك من الوسائل ؛ لأن ذلك من تغيير خلق الله تعالى .
وللاستزادة في حكم العلميات الجراحية ينظر جواب سؤال رقم (1006) .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم الكريمات المبيضة للبشرة هل فيها بأس بالنسبة للمرأة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: " أما إذا كان تبييضاً ثابتاً، فإن هذا لا يجوز؛ لأن هذا يشبه الوشم والوشر والتفليج ، وأما إذا كان يبيض الوجه في وقت معين ، وإذا غسل زال : فلا بأس به " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " .
وسئل أيضاً رحمه الله: " ظهرت مؤخرا أدوية تجعل المرأة السمراء بيضاء ، فهل تعاطيها أو تعاطي مثل هذه الأدوية حرام ، من باب تغيير الخلقة ؟
فأجاب رحمه الله تعالى : نعم هو حرام ، ما دام يغير لون الجلد تغييراً مستقراً ، فإنه يشبه الوشم وقد ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة ) ، أما إذا كان لإزالة عيب كما لو كان في الجلد شامة سوداء مشوهه ، فاستعمل الإنسان ما يزيلها : فإن هذا لا بأس به ... " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .
ثانيا :
إذا كان أصل البشرة أبيض ، ثم تحولت إلى السواد ، لعارض ، أو مرض ، أو نحو ذلك ؛ فلا يظهر حرج في استعمال الكريمات والأدوية المباحة لإعادة البشرة إلى خلقتها ، ولا يعد هذا من تغيير خلق الله ؛ لأنه إزالة لعيب طارئ ، وليس تغييرا لأصل الخلقة .
وينظر ضابط تغيير خلق الله في جواب سؤال رقم (129370) .
إلا أننا ننبه إلى أن مثل هذه الأمور لا ينبغي للرجل أن يشتغل بها ، أو يبالغ في العناية بها ، لما فيه من تضييع الأوقات ، والأموال فيما ليس من ورائه كبير فائدة ، وربما شغلت قلبه عما هو أهم وأنفع ، وليس من شأن الرجال الانشغال بالزينة والتجمل ، بل من شأنهم الانشغال بمعالي الأمور .
ألم تسمع إلى قول الشاعر :
كُتِبَ القَتلُ وَالقِتالُ عَلَينا وَعَلى الغانِياتِ جَرُّ الذُيولِ
والله أعلم