هل يجوز العمل في مجال التكييف عند شركة تبيع الخمور والخنازير ؟
أنا أعمل في شركة تبيع مواد غذائية ، وأنا أعمل في مجال التكييف في هذه الشركة ، وصاحب هذه الشركة مسلم لا يعمل في بيع المحرمات ، وقد اضطر صاحب هذه الشركة لبيع الشركة للحكومة الأنغولية في أفريقيا ، وقد أعلمتنا الشركة الجديدة أنها ستبدأ في بيع المحرمات كلحم الخنزير والخمور ، وأنا ليس لي عمل مباشر مع نقاط البيع والمستودعات ، هل يجوز لي العمل مع هذه الشركة الجديدة ؟ .
الجواب
الحمد لله.
إذا كان التكييف الذي تقوم على تهيئته وصيانته في تلك الشركة مقتصراً على مكاتب
الإدارة والموظفين والأماكن التي ليس فيها الخمور ولحم الخنزير : فلا نرى أنه عمل
محرَّم بل هو جائز وأكثر أحواله الكراهة .
وانظر جوابي السؤالين ( 160202 ) و (
31781 ) .
وأما إذا كان التكييف الذي تقوم على تهيئته وصيانته يصل إلى أماكن بيع الخمر
والخنزير ومستودعاته : فلا شك أن عملك حينئذٍ سيكون عملاً محرَّماً لما فيه من
الإعانة على بقاء ذلك المحرَّم من الطعام والشراب صالحاً للبيع ، والله تعالى قد
نهانا عن الإعانة على الإثم ، والخنزير والخمر محرَّم بيعهما كما لا يخفى عليك ،
فإعانة الشركة على بقائهما صالحين بإيصال التكييف لأماكن وجودهما هو تعاون على
الإثم ولا شك .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
إنني مقيم في كندا وقد درست في تخصص التبريد والتكييف ، وهو التخصص الوحيد الذي
عندي ، وكما لا يخفى عليكم أن مثل هذه البلاد لا تراعى فيها الحدود الشرعية ، فنجد
في بعض المحلات التجارية المواد المخزنة متنوعة ، بحيث نجد في نفس الغرفة الكبيرة
الباردة شتى أنواع الخضروات ، والمشروبات ، منها الحلال : كالحليب ، والمياه ،
وعصير الفواكه ، كما أننا نجد في بعض الأحيان في نفس الغرفة ذات المساحة الكبيرة
جناحاً فيه خمر ، وكذلك بالنسبة للحوم ، نجد لحم الأبقار ، والخرفان ، والدواجن ،
كما قد نجد فيها أيضا لحوم الخنازير ، فهل يجوز لي أن أقوم بتصليح الأجهزة
التبريدية لمثل هذه الغرف عند عطلها ؟ علماً بأني متخرج جديد ، ولا يسمح لي
بالاشتغال لحسابي الخاص مباشرة بعد تخرجي من الدراسة ؛ إذ القانون الكندي لا يسمح
لي بمزاولة هذه المهنة وحدي إلا من بعد أن أشتغل ثلاث سنوات لدى إحدى الشركات
المعتمدة ، حتى أتقن المهنة ، وقد حاولت الهجرة للبلاد الإسلامية لكي أمارس هذه
المهنة ، فالكل يسأل مني : هل لك التجربة في الميدان المذكور ؟ وبأن الشهادة وحدها
لا تكفي للتشغيل ، فالآن ارتبك عليَّ الأمر من حيث الحكم الشرعي في الجواز أو عدمه
، لممارستي هذه المهنة ، حتى يتيسر لي أن آخذ بعض التجربة ، وأتمكن من الهجرة من
هذا البلد ، أو أشتغل لحسابي الخاص ، وأتجنب التصليح عندما يكون فيه محظور شرعي .
فأجابوا :
إذا كان الواقع هو ما ذكرته في السؤال : فليس لك أن تستمر في العمل المذكور ؛ لقول
الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا
عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ ) المائدة/ 2 ، يسَّر الله أمرك ، وعوَّضك خيراً من ذلك .
الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد العزيز آل الشيخ , الشيخ عبد الله بن غديان ,
الشيخ صالح الفوزان , الشيخ بكر أبو زيد .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 14 / 422 , 423 ) .
ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه رضاه وأن يرزقك رزقاً طيباً وأن يبارك لك فيه .
والله أعلم