الحمد لله.
فإن كان هناك إفرازات اختلطت
بالدم فإذا تبين بعد قيامك من النوم أنها تشبه أوصاف المني المتقدمة ، سواء بلونها
أو رائحتها أو الشعور بالفتور الذي يحصل عادة بعد نزول المني ، فهو مني يجب
الاغتسال منه ، وإذا لم يتبين شيء من ذلك ، وخاصة مع حصول ذلك كثيرا وتكراره فهذا
الدم اللزج الذي ترينه بعد قيامك من النوم ، الراجح أنه دم استحاضة اختلط بما ينزل
عادة من إفرازات طبيعية من الفرج .
ولمعرفة حكم رطوبة الفرج تراجع إجابة السؤال رقم (44980)
.
ثانيا :
إذا رأى الرجل أو رأت المرأة بعد النوم بللا : فإما أن يكون منيا بيقين ، أو يكون
ليس بمني يقينا أو يكون على الشك ، وعند حصول الشك نعمل بالراجح منه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إذا استيقظ الإنسان فوجد بللا ، فلا يخلو من ثلاث حالات :
الحال الأولى : أن يتيقن أنه مني، فيجب عليه حينئذ الاغتسال سواء ذكر احتلاما أم لم
يذكر .
الحال الثانية : أن يتيقن أنه ليس بمني ، فلا يجب عليه الغسل في هذه الحال، ولكن
يجب عليه أن يغسل ما أصابه ، لأن حكمه حكم البول.
الحال الثالثة : أن يجهل هل هو مني أم لا ؟ ففيه تفصيل :
أولا : إن ذكر أنه احتلم في منامه ، فإنه يجعله منيا ويغتسل ؛ لحديث أم سلمة رضي
الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى
الرجل، هل عليها غسل ؟ قال: ( نعم إذا هي رأت الماء ) ، فدل هذا على وجوب الغسل على
من احتلم ووجد الماء.
ثانيا : إذا لم ير شيئا في منامه ، فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذيا
.
وإن لم يسبق نومه تفكير ، فهذا محل خلاف : قيل : يجب عليه الغسل احتياطا .
وقيل : لا يجب ، وهو الصحيح لأن الأصل براءة الذمة " .
انتهى "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (11 /159) .
وحيث إنه لا يخرج منك إلا الدم اللزج ، ولا تشعرين عادة بعد خروجه بالفتور المعروف بعد الإنزال ، ويخرج أحيانا منك بعد نوم غير مستغرق ، ويخرج منك كثيرا ، وتشعرين - أيضا - برطوبة في الموضع قبل النوم : فالراجح أنه لم يحصل احتلام ، ولم ينزل مني أصلا ، فلا يجب عليك الاغتسال ، وخاصة أن مني المرأة ليس بلزج .
والذي ننصح به الذهاب إلى
أخصائية لعرض هذه المشكلة عليها ، لتتبين حقيقة هذه الإفرازات الخارجة من الفرج
المختلطة بالدم ، والذي نعرفه أن هذه الإفرازات لها أسباب متعددة ، وقد تخرج باللون
الأبيض أو الأصفر أو غير ذلك .
وينظر إجابة السؤال رقم (156033)
.
والله أعلم .