الحمد لله.
أولا :
نسأل الله أن يهديك إلى المحافظة على الصلوات المكتوبات وعدم الإخلال بشيء منها ،
وأن يوفقك إلى إقامتها على النحو الذي يرضيه ؛ فشأن الصلاة عظيم ، حيث كانت فرقان
ما بين الرجل وبين الكفر ؛ كما قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ تَرْكُ الصَّلَاةِ ) رواه الترمذي (2618) وصححه
الألباني ، وهو في مسلم (82) بلفظ : ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ
وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) .
وروى أبو داود (429) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ
الْجَنَّةَ : مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ
وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ وَصَامَ رَمَضَانَ وَحَجَّ
الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا
نَفْسُهُ وَأَدَّى الْأَمَانَةَ ) حسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .
ثانيا :
متابعة المسلسلات والأفلام ومشاهدتها حرام لا يجوز ، ودعوى أنك لا تنظرين إلى لقطات
مثيرة دليل على أن هذه التمثيليات يمكن أن تحتوي على مقاطع مثيرة ومشاهد محرمة ،
فلا يجوز للمسلم ولا للمسلمة التعرض لما يثير الفتنة ويوقع في الحرام . وخاصة أن
عموم ما يعرض من الأفلام والتمثيليات لا بد وأن يحتوي على مخالفات شرعية ككشف
العورات وسماع الموسيقى ، مع تضييع الأوقات في الباطل ، راجعي لبيان تحريم مشاهدة
الأفلام والتمثيليات وبيان آثارها السيئة على العقائد والأخلاق جواب السؤال رقم : (114707)
، (125535) .
ثالثا :
قص شعر الحواجب أو تحديده بقص جوانبه أو حلقه أو نتفه للزينة حرام ؛ لما فيه من
تغيير خلق الله ومتابعة الشيطان في تغريره بالإنسان وأمره بتغيير خلق الله .
راجعي لبيان ذلك جواب السؤال رقم : (2162)
، (22393) .
أما قص ما بين الحاجبين ، وكذا ما زاد من الحواجب مما يؤذي كأن يسقط على العينين
فيحجب الرؤية فجائز لا حرج فيه ، قال ابن عثيمين رحمه الله :
" النمص الذي جاء في الحديث: هو نتف الشعور وترقيقها، وأما مجرد أن يأخذ الإنسان ما
زاد من الشعر؛ من أجل ألا يحجبه عن النظر، أو أن يدفع ضرره بتساقطه على العين فهذا
لا إشكال في جوازه " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (81 /31) .
وراجعي جواب السؤال رقم : (3928)
، (9037) .
رابعا :
لا ينبغي لك أن يَقَر في نفسك اعتقادك بأنك ملعونة لأجل ما وقعت فيه ؛ نعم من فعل
النمص ، أو ترك الصلاة فهو معرض لذلك ، مستحق له بفعله ، إلا أن يعفو عنه ؛ وإنما
الواجب عليك ، والمنطقي منك ، أن تبادري إلى ترك ما يستوجب لعنك ، أو غضب الله على
فاعله ، وأن تبادري إلى إصلاح ما بك من عيب ، وسد ما عندك من نقص ، مع التوبة
النصوح إلى الله مما سبق منك ، والمبادرة إلى فعل الخيرات .
وينظر جواب السؤال رقم (36674)
.
خامسا :
الشفاعة يوم القيامة حاصلة لمن شاء الله من أهل الذنوب والمعاصي والكبائر من أهل
التوحيد ، ولا يُقطع بالمنع من الشفاعة إلا لأهل الكفر والإشراك بالله ، وقد يوجد
من أهل المعاصي من الموحدين من يدخل النار بذنوبه حتى يخرجه الله منها إذا نُقي من
ذنوبه وهذب منها .
والشفاعة لأرباب الذنوب والمعاصي ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم بل يشاركه
فيها الأنبياء والشهداء والعلماء والصلحاء والملائكة .
راجعي جواب السؤال رقم : (21672)
، (26259) .
وبناء على ذلك : فلا يمكن القطع بأن نتف الحواجب أو غير ذلك مما قد يستوجب اللعن أو
العذاب والعياذ بالله يمنع من شفاعة الشافعين يوم القيامة ، سواء شفاعة النبي صلى
الله عليه وسلم أو شفاعة غيره من الصلحاء والأخيار من آل البيت أو غيرهم ، وخاصة مع
قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( شَفَاعَتِي لِأَهْلِ
الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ) رواه أبو داود (4739) وصححه الألباني في "صحيح أبي
داود" .
والحاصل :
أن الواجب عليك بدلا من أن توقعي نفسك في القلق والشك والحيرة ، وربما اليأس من
رحمة الله ، أو من أن تنالك الشفاعة ، أن تبادري إلى إصلاح ما بينك وبين ربك ، وحسن
الظن به ، والإقبال عليه بالتوبة النصوح ، عسى الله أن يبدل سيئاتك حسنات .
والله تعالى أعلم .