هذه رسالة انتشرت في الإنترنت والواتس أب فما صحة ما ورد بها ؟ من علم الطاقة ، وحقيقة علمية ، وبرهانية ، ومجربة : سورة الانشراح : بسم الله الرحمن الرحيم ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ*وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ*الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ*وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ*فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) صدق الله العلي العظيم هل تشعر بضيق ؟! هل أنت مهموم ؟! هل متعسرة أمورك؟! جرب معي ، كن في حالة هدوء ، ركز على قلبك ، تنفس تنفساً صحيحاً 5 مرات ، ويفضل أن تغلق عينيك ، شهيق من الأنف وزفير من الفم وبشكل هادىء وخفيف ، ضع يدك اليمنى على قلبك ، وإقرأ سورة الانشراح ثلاثاً ، عد تمرين التنفس ، صلي على محمد وآل محمد ثلاثاً وأمسح بها سائر جسدك ، ماذا تشعر الآن ؟! لهذه السورة تأثير عجيب على ذبذبات طاقة الإنسان ، خصوصاً القلب ، وللصلاة على محمد وآل محمد تحصين لسائر الجسد من الطاقات السلبية ، ودمج هاتين الأعجوبتين سورة الانشراح والصلاة على محمد وآل محمد تعمل على تحويل منظمومة جسدك إلى طاقة إيجابية تنعكس على عقلك ، وروحك ، وجسدك ، فينشرح صدرك ، وتتيسر أمور .
الحمد لله.
من المعلوم أن الله تعالى أنزل كتابه العزيز رحمة للمؤمنين وهدى للناس ونورا وشفاء لما في الصدور ، قال تعالى : ( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النحل/ 64، وقال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء/ 82 ، وقال سبحانه : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) فصلت/ 44 .
وروى أحمد (3704) عن ابن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي ، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا ) .
صححه الألباني في "الصحيحة" (199) .
ففي القرآن المجيد الشفاء من أمراض القلوب وأمراض الأبدان ، وبتلاوته تذهب الهموم وتغادر الأحزان .
وبالجملة ، فتأثير القرآن على حال العبد ، وشفاؤه لأمراض القلب وهمومه : أمر ثابت بالأدلة الشرعية ، مجرب أيضا لكل من علمه ، ووضع القرآن موضعه .
لكن ذلك إنما يكون على الوجه المشروع ، من غير إحداث أو تغيير أو تخصيص بغير مخصص شرعي .
وأما هذه الأساليب المخترعة ، والطرق المبتكرة ، مثل ما ورد السؤال عنه : فليست من دين الله ، ، ولا هي أيضا من الطب الحسي المعروف بأسبابه في شيء ؛ فلا روعي فيها السبب الشرعي على وجهه ، ولا السبب الحسي من حيث يعرف ؛ وما كان كذلك فهو باب ابتداع وزيغ ، حقيق بأن ينهى عنه .
قال علماء اللجنة :
" ما جاء في السؤال من أن علاج القلق هو قراءة جزء من القرآن وتفسيره من ابن كثير فلا أصل له ، لكن القرآن كله مما يرقى به وينفع الله به .
أما تخصيص آيات معينة لرقية بعض الأمراض بلا دليل فلا يجوز ، فإن القرآن خير كله وشفاء للمؤمنين ، ومن أعظم ما يرقى به منه الفاتحة كما سبق .
ويجب التنبه إلى أن القرآن ما نزل ليكون دواء لأمراض الناس البدنية فقط ، لكن نزل لأمر عظيم وخطب جليل ، ليكون نذيرا للعالمين وهاديا إلى صراط الله المستقيم ، وحاكما بينهم فيما يختلفون فيه ، ومحذرا من طريق الكفر والكافرين ، وهو مع هذا ينفع الله تعالى به عباده المؤمنين من أسقامهم الدينية والبدنية " انتهى "فتاوى اللجنة الدائمة" (1 /76) .
وينظر جواب السؤال رقم (126176) ورقم (178938) .
والله أعلم .