الحمد لله.
ثالثا :
لم نقف في شيء من المصادر المعتمدة ، أو كتب الحديث والآثار ، على ما يسمى بالصلاة
"الراداوية" .
وأفضل ما يلزمه العبد من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، هي : الصلاة الإبراهيمية " وهي التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه لما سألوه كيف يصلون عليه وعلى آل بيته ؛ فروى البخاري (3370) عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، قَالَ: " لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ ، فَقَالَ: أَلاَ أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ، فَقُلْتُ: بَلَى ، فَأَهْدِهَا لِي، فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: ( قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) .
وهناك عدة صيغ علمها النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ، منها ما رواه أحمد
(17072) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ: " أَقْبَلَ رَجُلٌ
حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَنَحْنُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ،
فَقَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا فِي
صَلَاتِنَا صَلَّى الله عَلَيْكَ ؟ قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْبَبْنَا أَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَسْأَلْهُ ، فَقَالَ:
( إِذَا أَنْتُمْ صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَقُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ
الْأُمِّيِّ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) .
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (672) .
ولم نقف على ذكر ( النبي الأمي ) في شيء من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم ، سوى الصيغة التي ذكرناها آخرا .
وأما حديث " ( من صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين عاما،
فقيل له: وكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: تقول : اللهم صل على محمد عبدك ونبيك
ورسولك النبى الأمي، وتعقد واحدا ) : فحديث موضوع .
وكذا حديث : ( مَا من أحد يَصُوم أول خَمِيس من رَجَب ثمَّ يُصَلِّي فِيمَا بَين
الْعشَاء وَالْعَتَمَة اثْنَتَيْ عشرَة رَكْعَة ، يفصل بَين كل رَكْعَتَيْنِ
بِتَسْلِيمَة ، يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب مرّة ، وَإِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر ثَلَاث مَرَّات ، وَقل هُوَ الله أحد اثْنَتَيْ
عشرَة مرّة ، فَإِذا فرغ من صلَاته صَلَّى عَلّي سبعين مرّة يَقُول: اللَّهُمَّ صل
عَلَى مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وَعَلَى آله ثمَّ يسْجد ... ) الحديث ، فهو
موضوع أيضا ، كما قال الحافظ العراقي رحمه الله في "تخريج الإحياء" (ص240) .
وينظر إجابة السؤال رقم : (174685) ، ورقم : (202162) .
والله أعلم .