الحمد لله.
وروى البخاري (5445) ، ومسلم (2047) عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ) .
قال ابن عثيمين رحمه الله :
" في بعض ألفاظ الحديث أن هذه التمرات قيدت بتمر العجوة وفي بعضها قيدت بتمر
العالية ، فمن العلماء من قال إنه يتقيد بهذا التمر وليس ذلك ثابتاً لكل تمر .
ومنهم من أخذ بالحديث المطلق وهو أن أي تمرٍ يتصبح به الإنسان فإنه إذا تصبح بسبع
تمرات لا يصيبه في ذلك اليوم سمٌ ولا سحر ، وعلى كل حال فالإنسان إذا أفطر بهذه
السبع يعني تصبح بها فإن كان الحديث مطلقاً حصل له ذلك وإن لم يكن مطلقاً وكان
مقيداً بتمر العجوة أو بتمر العالية فإن هذه السبع لا تضره " .
انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (6/ 2) بترقيم الشاملة .
وينظر جواب السؤال رقم : (115801)
.
ثانيا :
قوله في الحديث الأول : ( أَوَّلَ الْبُكْرَةِ عَلَى الرِّيقِ ) ، هو بمعنى قوله في
الحديث الثاني : ( مَنْ تَصَبَّحَ ... ) والمقصود بذلك : من تناول من ذلك التمر سبع
تمرات على الريق صباحا ، قبل أن يأكل شيئا لم يضره سم ولا سحر .
قال النووي رحمه الله :
" قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَوَّلَ الْبُكْرَةِ) هُوَ
بِمَعْنَى الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى (مَنْ تَصَبَّحَ) " انتهى من "شرح النووي على
مسلم" (14/ 3) .
وقال ابن الجوزي رحمه الله :
" معنى تصبح : أكلهن وقت الصباح قبل أن يأكل شيئا " .
انتهى من "كشف المشكل" (1/ 235) .
والبكرة في اللغة : أول النَّهَار إِلَى طُلُوع الشَّمْس .
"القاموس المحيط" (ص1317) ، "المعجم الوسيط" (1/ 67) .
وقال المناوي رحمه الله :
" أول اليوم : الفجر ، وبعده الصباح ؛ فالبكرة ، فالضحى ، فالضحوة ، فالهاجرة
فالظهر ، فالرواح ، فالمساء ، فالعصر ، فالأصيل ، فالعشاء الأول ، فالعشاء الآخر ،
وذلك عند مغيب الشفق " انتهى من "فيض القدير" (2/ 103) .
والظاهر ، والله أعلم : أن الأمر فيما بين طلوع الفجر الصادق ، إلى طلوع الشمس : واسع ؛ فكل هذا يطلق عليه أنه : الإصباح ، أو البكرة ، ومن أكل في ذلك الوقت التمر : فقد تصبح به ، وأكله بكرة ، إن كان أول ما أكل ، على ما سبق .
والله تعالى أعلم .