الحمد لله.
وبناء عليه : فكل من دعا إلى ضلالة ، فهو داخل في عموم ما تقدم ، ومن هذا في الحالة المذكورة : كل من شارك في إنتاج هذه الفيديو السيئ ، أو نشره بين الناس ، أو تعريف الناس به ، ودلالتهم عليه : هو ممن سن سنة سيئة ، وعليه وزرها ، ووزر من عمل بها ، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا .
وأما من اقتصر على المشاهدة
، من غير ترويج لها ولا دعوة غيره ، فإنما إثمه على نفسه هو ، ولا يحمل وزر غيره .
قال الله تعالى : (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا) الأنعام/164 ،
وقال تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الإسراء/15 .
وليحذر العبد من الاستمراء
في المعاصي ، ولو كانت صغيرة ، فإن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ، ويحل بالعبد
عارها ، ووبالها :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّهُنَّ
يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ ) .
وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا
: ( كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ ،
فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ
بِالْعُودِ ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا ، وَأَنْضَجُوا مَا
قَذَفُوا فِيهَا ) رواه الإمام أحمد (3808) وغيره ، وحسنه الألباني .
فليحذر العبد الناصح لنفسه ، أن يجمع بيديه أعوادا من حطب جهنم ، فيوقد بسوء ما
عمله نارا تلظى ؛ وقد قال الله تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ
كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا
عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) الأنفال/50-51 .
والله أعلم .