الحمد لله.
وهذا إسناد جيد ، رجاله كلهم ثقات ، وقد حسنه الترمذي ، وقال الذهبي في "السير" (5/12) : " إسناده صحيح متصل " . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
قال المباركفوري رحمه الله :
" (لا تؤذي) بصيغة للنفي (مِنَ الْحُورِ) أَيْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، جَمْعُ
حَوْرَاءَ ، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ بَيَاض الْعَيْنِ ، الشَّدِيدَةُ سَوَادُهَا .
(الْعِينِ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ : جَمْعُ عَيْنَاءَ ، بِمَعْنَى الْوَاسِعَةِ
الْعَيْنِ .
(لَا تُؤْذِيهِ) نَهْيُ مُخَاطَبَةٍ .
(قَاتَلَكَ اللَّهُ) : أَيْ قَتَلَكَ ، أَوْ لَعَنَكَ ، أَوْ عَادَاكَ ، وقَدْ
يَرِدُ لِلتَّعَجُّبِ ، كَتَرِبَتْ يَدَاهُ ، وقَدْ لَا يُرَادُ بِهِ وُقُوعٌ ...
(فَإِنَّمَا هُوَ) أَيْ الزَّوْجُ (عِنْدَكَ دَخِيلٌ) أَيْ ضَيْفٌ وَنَزِيلٌ ؛
يَعْنِي : هُوَ كَالضَّيْفِ عَلَيْكَ ، وَأَنْتِ لَسْتِ بِأَهْلٍ لَهُ حَقِيقَةً ،
وَإِنَّمَا نَحْنُ أَهْلُهُ ، فَيُفَارِقُكَ وَيَلْحَقُ بِنَا .
(يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَ إِلَيْنَا) أَيْ وَاصِلًا إِلَيْنَا ". انتهى من "تحفة
الأحوذي" (4/284) .
وقال ابن علان رحمه الله :
" أي لا يقع منها معه ما من شأنه أن يتأذى به من غير مجوّز لذلك شرعاً، وإلا فطلب
نحو النفقة ممن يتأذى بها لنحو بخله لا يدخل الزوجة في ذلك " .
انتهى من "دليل الفالحين" (3/114).
قال القاري رحمه الله :
" وفي هذا الحديث دلالة على أن الملأ الأعلى يطلعون على أعمال أهل الدنيا "
انتهى من "مرقاة المفاتيح" (5/ 2126) .
وقال الشيخ الألباني رحمه
الله :
" (دخيل) أي ضيف ونزيل ، يعني هو كالضيف عليك ، وأنت لست بأهل له حقيقة ، وإنما نحن
أهله ، فيفارقك قريبا، ويلحق بنا.
وفي الحديث - كما ترى - إنذار للزوجات المؤذيات " .
انتهى من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/ 336) .
وراجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (98624) .
والله تعالى أعلم .