الحمد لله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : " وكذلك أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم : تجب محبتهم ،
وموالاتهم ورعاية حقهم .... " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " لابن تيمية (28/491) .
وقال رحمه الله أيضاً – في
معرض كلامه عن عقيدة أهل السنة والجماعة - : " ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال
يوم غدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) ، وقال أيضا
للعباس عمه - وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم - فقال : ( والذي نفسي بيده
لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) ، وقال : ( إن الله اصطفى بني إسماعيل ،
واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم،
واصطفاني من بني هاشم ) " انتهى من " مجموع الفتاوى " لابن تيمية (3/ 154) .
ثانياً :
الفضل الوارد في آل البيت ، من : المحبة والموالاة والإكرام ، وبعض الأحكام
المتعلقة بهم ، من حرمة أخذ الزكاة ، وأشباه ذلك : يستوي فيها ، كل من انتسب إلى
ذلك النسب الشريف ، سواء كان من المتقدمين الذين أدركوا زمن النبوة ، من الصحابة
المنتسبين لآل البيت ، أو كان ممن جاء بعدهم إلى زماننا هذا ، وما بعده أيضا ، متى
صح نسبه وثبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وآل بيته .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
" إذا قال قائل : هل هؤلاء موجودون ؟ أعني : بني هاشم ، والمطلب ؟
قلنا : نعم ، موجودون ، وقد ذكروا أن مِنْ أثبت الناس نسباً لبني هاشم : ملوك اليمن
الأئمة ، الذين انتهى ملكهم بثورة الجمهوريين عليهم قريباً ، فهم منذ أكثر من ألف
سنة متولون على اليمن ، ونسبهم مشهور ، معروف بأنهم من بني هاشم .
ويوجد ناس كثيرون أيضاً ينتمون إلى بني هاشم ، فمن قال : أنا من بني هاشم : قلنا :
لا تحل لك الزكاة ؛ لأنك من آل الرسول صلّى الله عليه وسلّم " انتهى من " الشرح
الممتع " (6/257).
وللفائدة ينظر جواب السؤال
رقم : (119288) .
ثالثاً :
سب المسلم في أصله أمر محرم ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ
فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) رواه البخاري (46) ، ومسلم (97) .
ويعظم النهي والإثم في السب
، إذا كان من وقع عليه السب ، له حق خاص ، فآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لهم حق
خاص على الأمة ، كما سبق ؛ وذلك لقرابتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فسبهم أعظم
من غيرهم في الجملة ، وكذلك الصحابي من آل البيت له حق خاص ، من جهة أنه من آل
البيت ، ومن جهة أنه صحابي ، وقد جاء في حق الصحابة خاصة ، ما رواه البخاري (3397)
– واللفظ له - ، ومسلم (4611) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ
أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) .
وعليه ، فمع أن السب والشتم
واللعن بغير حق : كله محرم مذموم ؛ فإن الإثم يختلف باختلاف رتبة ودرجة المسبوب ،
فسب وشتم من جمع بين الصحبة والانتساب إلى آل البيت ، ليس كسب من انتسب إلى آل
البيت فقط ، فالأول سبه أعظم وأشد ؛ لكونه جمع بين حقين : حق الصحبة ، وحق الانتساب
إلى آل البيت .
فصلوات الله وسلامه على محمد
النبي ، وعلى آله الطيبين الأطهار ما تعاقب الليل والنهار .
والله أعلم .