الحمد لله.
ثانياً :
المسلم أخو المسلم ، يحب له الخير ، ويكره له الشر ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ، وقول
السائل عن إخوانه المسلمين : " أخشى أن أكون قد سامحتهم وأنا لا أرغب في مسامحتهم "
؛ خلاف المندوب إليه من أخلاق المسلمين الفاضلة ، التي أدبهم عليها رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، ورغبهم فيها ، ولو أنك رغبت إلى الله في مسامحتهم ، والعفو عنهم ،
لكنت خليقا : أن يعفو الله ويصفح عنك ، كما تجاوزت لإخوانك عن زلاتهم وخطيئاتهم
وعفوت عنهم ، قال الله تعالى : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ
أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/22 ، وقوله تعالى
: ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) الشورى/ 40 .
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: ( ارْحَمُوا
تُرْحَمُوا ، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ ) .
رواه الإمام أحمد أيضا (6541) ، وصححه الألباني في "الصحيحة" (482).
انظر جواب السؤال رقم : (178255) .
ثالثا :
المشروع في الدعاء المأثور: أن تلتزم بأصله الوارد ، كما نقول في دعاء التشهد : (
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) ؛ فهل يقول أحد : إن بيني وبين فلان كذا
وكذا ، وأريد أن أستثنيه من سلامي ؟!
ثم لك في ذلك ما نويت أنت ، فإن لم تكن تقصد الاستغفار لمعين : فأنت لم تدع له ،
ولم تستغفر له ، ولا يعني دعاؤك ذلك أنك قد سامحته ، أو تركت له ما عنده من الحق لك
، إن كان الأمر كما تقول ، بل لك في ذلك كله ما نويت ، وقد قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا
نَوَى ) متفق عليه .
والله تعالى أعلم .