الحمد لله.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين : هل يجوز السفر للبلاد الكافرة والعمل بها في الأعمال المباحة مع المحافظة على العقيدة ؟
فأجاب رحمه الله : " لاشك أن الذي يسافر إلى هذه البلاد مُخاطر بدينه لأنها بلاد
كفر ، والمرء إذا عاش في بيئة فإنه يتأثر بها ، إلا من عصم الله قال النبي صلى الله
عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) .
وكيف تطيب نفس مؤمن أن يعيش في بلاد لا يسمع إلا أجراس النواقيس ، وأصوات الأبواق ،
ولا يسمع فيها قول الله أكبر حي على الصلاة ؟
المؤمن ينبغي له أن يبتعد مهما أمكن عن بلاد الكفر ؛ ولكن إذا دعت الحاجة إلى ذلك ،
وكان عنده علم يدفع به شبهات المنصرين ، وكان عنده عبادة تمنعه من الزيغ والميل ؛
بهذه الشروط الثلاثة : نرى أنه لا بأس أن يسافر إلى الخارج بالشروط الثلاثة ،
أعيدها :
أولاً : الحاجة إلى ذلك ، بأن يكون مسافراً لتخصصات لا توجد في بلاده .
وثانياً : أن يكون لديه علم يدفع به شبهات المضللين المنصرين وغير المنصرين .
الشرط الثالث : أن يكون عنده عبادة قوية تمنعه من الزيغ والانحلال .
فإذا تمت هذه الشروط الثلاثة ، فلا بأس أن يسافر . وإذا تخلف واحد منها فنرى أنه لا
يجوز السفر ، لا سيما لصغار السن والنشء ؛ فإنهم على خطر وقد حذر رسول الله صلى
الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يقرب منه ، وأمره بأن يبعد عنه ، وأخبر بأن الرجل
يأتي إليه وهو يرى أنه لا يصده ، ثم لا يزال به حتى يصده عن دينه ؛ وهذا أمر واقع ،
فإن الذين يسافرون إلى بلاد الكفر غالبهم يرجع بغير ما سافر به من دين وخلق، نسأل
الله السلامة والعافية " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن عثيمين .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (110419) ، ورقم : (117699) .
والله أعلم .