الحمد لله.
ثانيا :
وأما كيفية النصح : فلا شك أن المناسب لمثلك ، ممن ليس له سلطان على هذا السائق وأمثاله ، أن تتلطف في نصحه ، وتذكّره بالله ، وتخوّفه من ربٍّ جلَّ جلالُه ، وتعظِّم له شأن ما هو فيه ، وأن إيمان القلب برب العالمين ، يستوجب من العبد أن يوقره ، ويعظم شعائره ، فيقوم بها ، ويعظم حرماته ، فيجتنبها ؛ قال الله تعالى : ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج/30-32 .
فإن لم ينفع معه شيء من ذلك ، ورأيت منه إعراضا ، أو استهانة بحرمات الله ، فالمشروع في حقك : أن تهجره ، وتترك كلامه ، والمعاملة معه ، وتدع السلام عليه ، أو رد السلام عليه ؛ خاصة في الأوقات التي يلابس فيها هذه المعصية العظيمة ، فلا يحل لك أن تجالسه ، وهو يعملها ، حتى يقلع عن ذلك ، ويتوب منه .
وإنما تتعامل معه في حدود الضرورة التي يلزمك بها نظام العمل فقط .
فإن خشيت من ذلك الهجر : ضررا عليك في دينك أو نفسك ، لأجل عيشك في بلد : السلطة فيه للكفار ، وغلب على ظنك حصول أذى من ذلك : فلا حرج عليك في مداراته ، بقدر ما يدفع عنك الضرر ، مع إنكار منكره ، بحسب ما تستطيع .
وينظر جواب السؤال رقم : (83581) .
والله أعلم .