تريد الزواج حتى لا تقع في المحرمات ووالدها يرفض .
أنا فتاة في الثامنة عشرة ، أعيش في ألمانيا ، وأريد الزواج منذ أن كنت في الخامسة عشرة ، وأخشى على نفسي الوقوع في الفواحش إن لم أتزوج ؛ لأنني للأسف أشاهد المواقع الإباحية ، وأقع في الاستمناء ، ويجب أن أتزوج في أقرب وقت ، لكن أبي يرفض ذلك استناداً إلى أسباب غير شرعية ، كضرورة إكمال الدراسة ، وأنني ما زلت صغيرة ، .. الخ ، وهذا من الأسباب التي دفعتني إلى ممارسة هذه الأشياء السيئة .
وقد تقدم لي شاب صالح ، وتحدث مع والدي هاتفياً حول الموضوع لكن أبي رفضه ، ولا أدري لما هذا الرفض مع أن والدي يحافظ على الصلوات! ، لعل حب الدنيا والتصاقه بها هو الذي جعله يتصرف هكذا ، فهل الزواج إذن فرض في مثل حالتي ، وما العمل ؟
الجواب
الحمد لله.
أولا :
الذي يجب عليك الآن ، قبل كل شيء : أن تقطعي عنك أبواب الفساد ، والشهوات ، فتنقطعي
تماما عن مشاهدة هذه المواقع ، والدخول عليها .
وقد قال الله تعالى : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى
يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النور/33 .
فالعاجز عن النكاح ، لسبب أو لآخر : مأمور بالعفة ، وأن يصرف نفسه بالكلية ، سمعه ،
وبصره ، وحسه : عن المثيرات للشهوات ، والفتن .
وينظر جواب السؤال رقم : (83924) .
ثانيا :
لا يحل للولي أن يمتنع من تزويج المرأة ، إذا تقدم لها الكفء ، بحجة إكمال الدراسة
، فإن الزواج في حق من احتاج ، وخشي على نفسه الفتنة : واجب ، وهو مقدم على إكمال
مثل هذه الدراسة ، التي هي مباحة في أحسن أحوالها .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (117072)
.
فإن امتنع والدك عن ذلك ، فحاولي أن تتفاهمي مع والدتك ، بما يمكنك ، ولو أن
تصارحيها بذلك ، وله أن يشترط على زوجك أن تكملي دراستك بعد الزواج ، فهذا ممكن ،
وجائز أيضا .
وبإمكان الوالدة أن تستعين على إقناع زوجها بذوي الرأي والحكمة من أقربائكم وأهليكم
، أو بإمام المسجد ، أو مدير المركز الإسلامي ، ونحو ذلك .
فإن لم يقنع الوالد ذلك كله ، فليس لك إلا أن تتصبري ، وتتعففي ، إلى أن ييسر الله
أمرك ، ويجعل لك فرجا ومخرجا ، ويقبل والدك أن يزوجك .
رزقك الله الهدى والتقى ، والعفاف والغنى ، وصانك من كيد الشيطان ووسوسته .
والله أعلم .