الحمد لله.
ولا يجوز للمسلم بيع هذا العطر الضار ؛ لأن فيه إلحاق ضرر بغيره ،
وذلك محرم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ ) رواه الحاكم
( 2 / 57 - 58 ) وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم ، وصححه الألباني في " سلسلة
الأحاديث الصحيحة " ( 1 / 498 ) .
وإذا كان المشتري راضيا بشراء هذه العطور لأنه يريد أن يتشبه بالنساء فلا يجوز
بيعها له أيضا ، لأن في ذلك إعانة له على التشبه بالنساء ، وذلك من كبائر الذنوب ،
فقد (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ
مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ .
" رواه البخاري (5435) .
ثانيا :
أما الاستفسار من موردي هذه العطور عن المواد التي تحتويها ، فإن حصل اليقين بضرر
هذه العطور فلا حاجة إلى السؤال حينئذ ، لأن الواجب تركها ، والسؤال لن يغير من
حقيقة الأمر شيئا ، أما إذا كانت هناك شكوك حول ضرر هذه العطور ولم يصل الأمر إلى
اليقين فينبغي السؤال لتتعرف على حقيقة الأمر ، وكلما قويت الظنون والشكوك تأكد
السؤال .
وهذا ... إذا كان المورد سيصدق في الجواب ، أما إذا كان سيكذب ليروج بضاعته فإن هذا
السؤال لن يفيد السائل شيئا .
والله أعلم .