الحمد لله.
وعلم القراءات من علوم
الشريعة ، وهو متصل بأشرف العلوم وهو القرآن الكريم ، وفي مدارسته وحفظه حفظٌ لكتاب
الله ، وإتقانٌ له ، ومزيدُ فهمٍ لمعانيه وعلمٍ بأحكامه ، وصيانةٌ له من التحريف
والتلاعب .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (33/ 41):
" الْقِرَاءَاتُ فِي الاِصْطِلاَحِ: عِلْمٌ بِكَيْفِيَّةِ أَدَاءِ كَلِمَاتِ
الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَاخْتِلاَفِهَا مَعْزُوًّا لِنَاقِلِهِ . وَمَوْضُوعُ
عِلْمِ الْقِرَاءَاتِ: كَلِمَاتُ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ.
وَفَائِدَتُهُ: صِيَانَتُهُ عَنِ التَّحْرِيفِ وَالتَّغْيِيرِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ
فَوَائِدَ كَثِيرَةٍ تُبْنَى عَلَيْهَا الأْحْكَامُ " انتهى.
وقال شهاب الدين الدمياطي رحمه الله :
" حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة ، ومعناه أن لا ينقطع عدد التواتر، فلا يتطرق
إليه التبديل ، والتحريف ، وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية ، وتعلم القراءات أيضا،
وتعليمها.
ثم ليعلم: أن السبب الداعي إلى أخذ القراءة عن القراء المشهورين دون غيرهم : أنه
لما كثر الاختلاف فيما يحتمله رسم المصاحف العثمانية التي وجه بها عثمان رضي الله
عنه إلى الأمصار "الشام واليمن والبصرة والكوفة ومكة والبحرين" وحبس بالمدينة
واحدا، وأمسك لنفسه واحدا الذي يقال له الإمام , فصار أهل البدع والأهواء يقرءون
بما لا يحل تلاوته وفاقا لبدعتهم أجمع رأي المسلمين أن يتفقوا على قراءات أئمة ثقات
، تجردوا للاعتناء بشأن القرآن العظيم, فاختاروا من كل مصرٍ وُجِّه إليها مصحفٌ ،
أئمةً مشهورين بالثقة والأمانة في النقل, وحسن الدراية وكمال العلم , أفنوا عمرهم
في القراءة والإقراء " انتهى من "إتحاف الفضلاء" (ص 7)
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" ليس تعدد القراءات من تحريف أو تبديل ولا لبس في معانيها، ولا تناقض في مقاصدها
ولا اضطراب ، بل بعضها يصدق بعضا ، ويبين مغزاه ، وقد تتنوع معاني بعض القراءات،
فيفيد كل منها حكما يحقق مقصدا من مقاصد الشرع ، ومصلحة من مصالح العباد ، مع اتساق
معانيها ، وائتلاف مراسيها ، وانتظامها في وحدة تشريع محكمة كاملة ، لا تعارض بينها
ولا تضارب فيها " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (5/ 397) .
وانظر لمزيد الفائدة حول قراءات القرآن الكريم الفتوى رقم : (178120).
والله أعلم .