يسأل عن حكم التدرب على تحريك الأشياء عن بعد
لدي سؤال بخصوص التحريك الذهني والتخاطر ، التي أصبحت من المجالات العلمية الجديدة ، حيث يتم استخدام الطاقة الذهنية لتحريك الأغراض عن بعد ، وذلك بعد التدرب على الأمر ،
فهل يعد هذا الأمر نوعاً من الشرك ، أو يتعارض مع العقيدة ؟ حيث أعلم أن استخدام الجن أو ما شابهه لا يجوز شرعاً ، مع العلم أنّ تحريك الأشياء عن بعد يحتاج إلى تدريب ، وأي شخص يمكنه القيام بذلك بعد التدرب عليها ، وكما هو واضح ، فهذا الأمر لا يفيد الإنسان في التقرب من الله ، ولكنه يساعده في توفير الوقت ، وتسهيل الأمور ، في حال استطاعته تحريك الأشياء عن بعد .
الجواب
الحمد لله.
ما نرجوه وندعو إليه أن يحمل علماء الطبيعة من فيزيائيين وكيميائيين وأطباء ونحوهم
راية توضيح هذه الإشكالية للناس ، وهي إشكالية الخلط بين العلم والاحتيال ، أو بين
التجربة والوهم، وتحديد الفارق بين منهج البحث الصحيح الموصل إلى نتائج واقعية ،
ومناهج الاشتغال العبثي الذي لا يقوم على أسس عقلية أو تجريبية ، وإنما على عقائد
فلسفية ، وأماني نفسية ، فكلام المختصين في العلوم التجريبية له تأثير أكبر بحكم
تخصصهم ، وفهمهم حقيقة هذه الأوهام في ميزان العلم الحديث .
ونحن هنا في موقع أجوبة شرعية ، نقدم حلولا من وجهة نظر إسلامية ، وليس من تخصصنا
الكلام في الأبحاث الناشئة في قضايا "الطاقة" بجميع مكوناتها وما تفرع عنها ،
ولكننا سبق أن نقلنا في العديد من الأجوبة كلام المختصين الذين حذروا من أوهام هذه
الممارسات ، ومن فلسفتها التي انطلقت منها بمزيج من الأديان الوثنية والعقائد
الخيالية ، وذلك في الأرقام الآتية : (45559)
، (200628) ، (219225)
، (219222) ، (138578)
، (178938) ، (171454)
.
ونؤكد في الجواب على هذا السؤال ما قررناه سابقا ، ونقول: إن تحريك الأشياء ذهنيا
عن بعد ليس ممارسة علمية – فيما اطلعنا -، ولا تجربة عملية ، وتدريباته المزعومة لا
تتجاوز تعزيز الوهم وغرس الخيال في نفس المتدرب ، وما ينقل عن تجارب ناجحة لا
تتوافر على المصداقية والوثوقية ، ولا تخلو من الحيل البصرية وخفة اليد ، أو
الاستعانة بالسحر ، أو الدخول إلى عالم الجن والشياطين .
ولهذا فالواجب على المسلم الوقوف عند حدود الشرع والعقل ، وعدم الانخداع خلف أوهام
الشرق والغرب ، واتقاء تسليم عقولهم نهبا لكل من يدعي العلم والتجربة ، فالعالم
الإسلامي لم يتحرر من أسر الخرافة إلا حين وقف عند حدود الشرع ، وعزز مكانة العقل ،
فَشُكر نعمة الله تعالى علينا تقتضي منا الحذر من كل مدخل من مداخل الأوهام ، بسؤال
أهل العلم الشرعي ، وأهل العلم الطبيعي ، والوقوف عند نصائحهم وإرشاداتهم .
والله أعلم .