الحمد لله.
ثانيا :
من الحقوق والواجبات التي تجب للعالم على المتعلم :
- أن يوقره ويبجله ويحترمه ، سواء في مجلس العلم أو خارجه ؛ فإن احترامه وتبجيله من
احترام وتبجيل العلم .
قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله :
" رَجَّحَ كَثِيرُ مِنْ الْحُكَمَاءِ حَقَّ الْعَالِمِ عَلَى حَقِّ الْوَالِدِ " .
انتهى من "أدب الدنيا والدين" (ص 69) .
- أن يتأدب معه بأنواع الآداب :
جاء في "الفتاوى الهندية" (5/ 373):
" حَقُّ الْعَالِمِ عَلَى الْجَاهِلِ ، وَحَقُّ الْأُسْتَاذِ عَلَى التِّلْمِيذِ
وَاحِدٌ عَلَى السَّوَاءِ: وَهُوَ أَنْ لَا يَفْتَتِحَ بِالْكَلَامِ قَبْلَهُ ،
وَلَا يَجْلِسَ مَكَانَهُ وَإِنْ غَابَ ، وَلَا يَرُدُّ عَلَى كَلَامِهِ ، وَلَا
يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ فِي مَشْيِهِ " انتهى .
- أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله ، قال شعبة: " كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت
له عبدًا ، ما يحيا ".
- أن يُعظِّم حرمته ، ويرد غيبته ، ويغضب لها، فإن عجز عن ذلك قام وفارق ذلك
المجلس.
- أن يدعو له ويرعى ذريته وأقاربه في حياته وبعد وفاته .
- أن يصبر على ما قد يصدر منه من جفوة أو سوء خلق ، ولا يصده ذلك عن ملازمته
والاستفادة منه ، ويحسن الظن بأستاذه ، ويتأول أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها
على أحسن تأويل، ويبدأ هو عند جفوة أستاذه وشيخه بالاعتذار ، وينسب التقصير إلى
نفسه ، ويجعل العَتْبَ عليها ، فإن ذلك أبقى لمودة شيخه ، وأحفظ لقلبه .
وعن بعض السلف: "من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة ، ومن صبر
عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة ".
- أن يحسن خطابه معه بقدر الإمكان ولا يقول له : لم؟ ولا : من نقل هذا؟ ولا : أين
موضعه؟ وشبه ذلك، فإن أراد الاستفادة ، تلطف في الوصول إلى ذلك .
انظر : "تذكرة السامع والمتكلم" (ص40-45) .
ثالثا :
أما حقوق الطالب على معلمه ، فقد سبق الجواب عنها مفصلاً في جواب السؤال رقم : (228631).
والله أعلم .