الحمد لله.
أولا :
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعلامات الساعة ؛ حتى يكون ذلك باعثاً لنا على
العمل الصالح ، وتقوى الله ، واجتناب محارمه ، فكلما رأينا علامة من علاماتها قد
تحققت ، ازداد خوفنا من الساعة وأهوالها ، وازداد يقيننا بقربها ، فيزداد استعدادنا
لذلك بالعمل الصالح .
انظر السؤال رقم : (21636) .
ثانيا :
لا يلزم من كون الفعل من علامات الساعة أن يكون ممدوحا أو مذموماً ، أو مأمورا به
أو منهيا عنه ، بل هو مجرد علامة على قرب وقوع الساعة ، ويستفاد مدحه أو ذمه من
الأدلة الشرعية الأخرى .
قال النووي رحمه الله :
" لَيْسَ كُلُّ مَا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَوْنِهِ مِنْ
عَلَامَاتِ السَّاعَةِ يَكُونُ مُحَرَّمًا أَوْ مَذْمُومًا، فَإِنَّ تَطَاوُلَ
الرِّعَاءِ فِي الْبُنْيَانِ ، وَفُشُوَّ الْمَالِ ، وَكَوْنَ خَمْسِينَ امْرَأَةً
لَهُنَّ قَيِّمٌ وَاحِدٌ : لَيْسَ بِحَرَامٍ ، بِلَا شَكٍّ، وَإِنَّمَا هَذِهِ
عَلَامَاتٌ ، وَالْعَلَامَةُ لَا يُشْتَرَطُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ
تَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَالْمُبَاحِ وَالْمُحَرَّمِ ، وَالْوَاجِبِ
وَغَيْرِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ " انتهى من "شرح النووي على مسلم" (1/ 159)
وقال المناوي رحمه الله :
" ليس كل علامة على قرب الساعة تكون مذمومة ، بل ذكر لها أمورا ذمها، كارتفاع
الأمانة، وأمورا حمدها ، وأمورا لا تحمد ولا تذم، فليس أشراط الساعة من الأمور
المذمومة " .
انتهى من "فيض القدير" (6/ 9) .
وبناء على هذا ، فعلامات
الساعة تنقسم من حيث كونها ممدوحة أو مذمومة إلى ثلاثة أقسام :
الأول : علامات مذمومة ، يجب تركها والتخلي عنها ، كانتشار الزنى والربا والمعازف
... ونحو ذلك .
الثاني : علامات محمودة ، كالإخبار بانتشار الإسلام وعلوه على الأديان كلها ،
والانتصار على الفرس والروم وفتح القسطنطينية وروما .
الثالث : علامات لا توصف بمدح أو ذم ، كانشقاق القمر ، وطلوع الشمس من مغربها ،
وخروج الدابة ، وظهور نار في الحجاز تضيء لها أعناق الإبل في العراق ، وإسناد الأمر
إلى غير أهله ... ونحو ذلك .
والله أعلم .