حكم لعبة اللودو
هل لعبة اللودو حلال إذا كانت من غير أموال؟
الجواب
الحمد لله.
على حسب ما ورد في " الموسوعة الحرة " :
" لعبة اللودو (Ludo) هي صيغة مبسطة للعبة الباتشيسي .
ولعبة الباتشيسي هي لعبة قديمة صورتها المعاصرة هي لعبة البارتشيس :
وهي لعبة يحاول فيها كل لاعب إيصال أقراصه انطلاقا من نقطة البداية ( الدار) إلى
الهدف النهائي ، محاولا خلال مسيرته أن يعرقل مسار منافسيه بتقنيات الالتهام
والسدود ، اللاعب الأول الذي يوصل أقراصه كاملة للخانة النهائية يعتبر فائزا .
ويلعب البارتشيس بين لاعبين أو أربعة لاعبين أو زوجين (4 لاعبين مقسمين إلى فريقين)
. يلعب كل لاعب بأربعة أقراص فريدة اللون (صفراء أو زرقاء أو خضراء أو حمراء) ، أو
بثمانية أقراص في حالة لاعبين (مع تجميع الزرقاء والخضراء ضد الصفراء والحمراء) .
ويستعمل نرد مكعب واحد لجميع اللاعبين ، أوجهه مرقمة من 1 إلى 6 ، وجرت العادة على
استعمال وعاء اسطواني لرمي النرد .
تلعب اللعبة بالدور بين اللاعبين . يرمي كل لاعب النرد ، ويلعب اللعبة الموافقة
لنتيجة النرد ، ثم يسلم الدور للاعب الموجود على يمينه ، يلعب اللاعب أكثر من دور
في حال نتيجة 6 في رمية النرد .
لا يمكن للاعب رفض اللعب إلا في حالة استحالة تحريك أي قرص وفق نتيجة النرد " انتهى
بتصرف .
فالحاصل ؛ أن لعبة اللودو والبارتشيس والباتشيس هي شبيهة بلعبة "الطاولة" المعروفة
في كثير من البلدان ، وهي لعب تقوم على تحريك لقطع اللعب اعتمادا على نتيجة حجر
النرد .
وإذا كان الأمر كذلك : فإنها تأخذ نفس حكم اللعب بالنرد ، وهو التحريم ، لما ما هو
معلوم من الشريعة وتصرفاتها : أن العبرة بالحقائق والمعاني ، لا بالألفاظ والمباني
.
والنرد قد جاءت نصوص الشرع بتحريمه .
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ ، فَكَأَنَّمَا صَبَغَ
يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ) رواه مسلم (2260) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" قال العلماء : النردشير هو النرد ، فالنرد عجمي معرب وشير معناه حلو .
وهذا الحديث حجة للشافعي والجمهور في تحريم اللعب بالنرد .
ومعنى (صبغ يده في لحم الخنزير ودمه) في حال أكله منهما ؛ وهو تشبيه لتحريمه بتحريم
أكلهما ، والله أعلم " انتهى من " شرح صحيح مسلم " (15 / 16) .
قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى :
" وهذا الحديث يحرم اللعب بالنرد جملة واحدة ، لم يستثن وقتا من الأوقات ، ولا حالا
من حال ، فسواء شغل النرد عن الصلاة أو لم يشغل ، أو ألهى عن ذلك ومثله أو لم يفعل
شيئا من ذلك ، على ظاهر هذا الحديث " انتهى من " التمهيد " (13 / 175) .
وذهب جماهير أهل العلم إلى ما يدل عليه ظاهر هذا الحديث ، وهو تحريم اللعب بالنرد ،
ولو بدون عوض .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" اللعب بالنرد حرام باتفاق العلماء وإن لم يكن فيه عوض ، وإن كان فيه خلاف شاذ لا
يلتفت إليه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله )
لأن النرد يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، ويوقع العداوة والبغضاء " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " (32 / 253) .
ومن شذ عن هذا القول فهو محجوج بهذه الأحاديث النبوية .
قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى :
" وأكثرهم على كراهة اللعب بالنرد على كل حال قمارا أو غير قمار للخبر الوارد فيها
، وما أعلم أحدا أرخص في اللعب بها ، إلا ما جاء عن عبد الله بن مغفل وعكرمة
والشعبي وسعيد بن المسيب ...
قال أبو عمر – ابن عبد البر - : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن اللعب
بالنرد ، فأخبر أن فاعل ذلك عاص لله ورسوله ، فلا معنى لما خالف ذلك ، وكل من خالف
السنة فمحجوج بها ، والحق في اتباعها ، والضلال فيما خالفها ..." .
انتهى من " التمهيد " (13 / 180 – 181) .
والخلاصة : أن لعبة "اللودو" محرمة ، ولو كانت من غير أموال .
وقد سبق تقرير ذلك أيضا في جواب السؤال رقم : (181642).
والله أعلم .