الحمد لله.
والذي لا يتغير ، ولا يتبدل منه شيء : هو ما كتب في اللوح المحفوظ .
وأما ما كان مكتوبا في الصحف التي في أيدي الملائكة ، فإنه قد يتغير لطاعة يفعلها
المسلم ، أو معصية يرتكبها، أو لدعوة صالحة منه ، أو من أحد من الصالحين له ، أو
نحو ذلك من الأسباب .
ثم لا يكون في النهاية إلا ما كُتب أزلاً، ويدل على ذلك قوله تعالى: ( يَمْحُو
اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد/39.
وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلا الْبِرُّ ، وَلا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ
، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ) . رواه ابن ماجه
(4022) .
وحسنه الألباني في " صحيح ابن ماجة " .
وينظر السؤال رقم : (43021) .
وهذا الشخص الذي تذكرينه .. إن كانت محبته قد وقعت في قلبك بسبب محرم ، كمحادثته
ولقائه والخروج معه ... إلخ ، فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى من هذه
المحرمات وتتركيها وتقطعي علاقتك به .
أما إن كانت محبته قد وقعت في قلبك بدون سبب محرم ، كما لو سمعت عنه ، أو رأيته
بدون قصد لقائه ونحو ذلك ، فهذا لا لوم عليك فيه .
غير أن التمادي في ذلك وكثرة التفكير فيه مما يزيد تعلقك به ، وقد يجرك ذلك إلى شيء
من المحرمات ، مع ما فيه من إشغال القلب الدائم ، مما يؤثر عليك في أمور دينك
ودنياك .
فالذي ننصحك به هو أن تسألي الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا ، فإنك لا تدرين هل
سيكون هذا الشاب مناسبا لك أم لا ؟ وكيف ستكون حياتك معه ؟
فقد يكون كل من الزوجين صالحا ، ولكن لا يحصل التوافق بينهما ، فتنتهي العشرة بينها
بالطلاق أو الخلع ، بعد كثير من المنازعات والخصومات ، وقد طلق بعض الصحابة زوجاتهن
، وخالع بعضهن أزواجهن ، مع أنهم – رجالا ونساء – أكمل الناس إيمانا ، وأحسن الناس
خلقاً ، إلا أنه لم يحصل التوافق بينهم ؛ فكيف بغيرهم ممن لم يبلغ ذلك .
وينظر جواب السؤال رقم : (83424) .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة .
والله أعلم .