الحمد لله.
أمور الغيب لا سبيل إلى معرفتها إلا بالخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أمور الغيب لا تدرك بالعقول والتفكير ، وهي من الغيب المستور ، والواجب الوقوف عند ما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة .
وسبق بيان أن أهل الفترة يمتحنون فمن استجاب دخل الجنة ، ومن امتنع دخل النار .
ينظر جواب السؤال رقم : (1244) .
ولم يأت في النصوص ما يدل على تفاوت درجاتهم ومنازلهم في الجنة أو أن هناك تفاوتا في القبول والاستجابة والإذعان للامتحان ، وبقدره يكون تفاوتهم في الجنة .
وكذلك أهل النار منهم ، لم نخبر عن مدى مكانه في النار ، أو أن هناك تفاوتا في الامتناع ، وبقدره يكون تفاوت العذاب عليهم .
قال الشيخ ابن عثيمين :
" كل الأمور الغيبية التي لم نخبر عنها فإن واجبنا نحوها التوقف ؛ لقول الله تعالى: ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) الإسراء/36" انتهى من "فتاوى نور على الدرب للعثيمين" (4/ 2) بترقيم الشاملة .
وحساب العباد أمر مختص بالله عز وجل ، لا يشاركه فيه أحد سبحانه وتعالى .
قال تعالى : ( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) الأنعام : 52
وقال سبحانه : ( وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) الرعد : 41
وقال لنبيه : ( فإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ) سورة الرعد : 40
وعليك - أخي الكريم - الانشغال بما ينفعك، واعلم أن باب الفضول في شأن الغيب مغلق ، وثِق أنَّ الله تعالى هو أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين , وأنه تعالى لكمال عَدْلِه حرَّم الظلم على نفسه ؛ فقال: ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف/49 ، وقال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) النساء/40.
والله أعلم .