هل قول الإنسان عند الفزع "يُمَّه" من الاستغاثه بغير الله؟

08-01-2017

السؤال 262978

ما حكم قول الإنسان إذا فزع أو خاف : يا يمه أو يا أمي، وهل يعد هذا من الشرك ؟

الجواب

الحمد لله.

ليس كل نداء لغائب أو جمادٍ يعد شركاً ، بل يختلف الحكم باختلاف القصد من النداء ، وذلك أن النداء في لغة العرب ، وإن كان الأصل فيه طلب الإِجابة لأمْرٍ ما ، إلا أنه يستعمل لمعانٍ أخرى مختلفة ، تفهم من السِّياق والقرائن ، وشواهد ذلك في لغة العرب وأشعارهم كثيرة ومستفيضة .

فكل من نادى غير الله وظهر من حاله أو القرائن المحتفة بالكلام ، أو واقعه : بأنه لا يقصد الطلب ، وإنما له مقصد بلاغي ، أو أدبي ، أو وجداني آخر، سوى الطلب والرغبة ، فهو في الحقيقة لم يقع في الاستغاثة بغير الله .

وقال الشيخ محمد بشير السهسواني (المتوفى: 1326هـ) : "المانعون لنداء الميت والجماد وكذا الغائب ، إنما يمنعونه بشرطين:

الأول : أن يكون النداء حقيقياً ، لا مجازياً.

والثاني : أن يقصد ويطلب به من المنادَى ما لا يقدر عليه إلا الله ، من جلب النفع وكشف الضر. مثلاً يقال: يا سيدي فلان ؛ اشف مريضي وارزقني ولداً، ولا مرية أن هذا النداء هو الدعاء، والدعاء هو العبادة، فكيف يشك مسلم في كونه كفراً وإشراكاً وعبادة لغير الله؟ ".

ثم قال : " وأما النداء المجازي : فلا يمنعه أحد".

انتهى من "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" (ص: 366).

وقد عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى ، فأفاد :

" لا حرج في ذلك ؛ لأنه إما أن يصدر من الصغير ، ولا حكم له .

أو من الكبير بشكل لا إرادي ودون قصد منه للاستغاثة بأمه.

ولا يقصد ذلك شخص يعقل ما يقول". انتهى

وقد سبق تفصيل هذا في جواب السؤال (237968).

والله أعلم

الشرك وأنواعه
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب