الحمد لله.
أولا :
تكوين صداقات في ظل ما تفضلتِ بذكره من حبك للناس ، وتلطفكِ ، وتأدبكِ في معاملتهم : أمر سهل إن شاء الله .
ذلك بأن العماد الأساسي في نجاح العلاقات الاجتماعية : هو حب الناس باطنا ، والتلطف والتأدب معهم ظاهرا .
فما عليكِ بعد ذلك إلا اتخاذ بعض الخطوات العملية الفعالة في إنشاء الصداقات ، وتوطيد العلاقات ، كتحري المشاركة في الأعمال الجماعية ، وأهمهما الصلاة في جماعة المسجد في جامعتك ، إن كان ذلك متاحا ، أو المشاركة في النشاطات النسائية في كليتكِ أيضا .
والسعي في الانضمام للأسر الطلابية المختلفة – المقتصرة على الطالبات فقط - التي تتيح فرص التعارف والصداقة على الطالبات بشعبتك .
وكذلك تحري التواصل مع الطالبات ذوات الاهتمامات المشتركة معكِ ، كمشاركة بعضهن في حب القراءة مثلا ، وتبادل الكتب النافعة فيما بينكم ، والتواصي بأعمال الخير ، من قراءة للقرآن ، ومحافظة على الصلوات ، ودروس العلم النافع ، والأذكار ، ومساعدة المحتاجات من زميلاتكن ، وجيرانكن ، ونحو ذلك من الأعمال النافعة في الدين والدنيا .
ومن الوسائل النافعة كذلك مساعدة الطالبات المتعسرات دراسيا في التحصيل ، وفهم المواد ، بتوفير المذكرات لهن ، ومحاولة بيانها وتيسيرها عليهن .
ثانيا :
فيما يتعلق بمتابعتكِ وتعلقكِ بهذا الشاب : فالذي يظهر أن ذلك وليد طاقة شعورية عاطفية كامنة بداخلكِ ، خرجت في غير محلها الصحيح ، بسبب قلقكِ الدائم ، وتوتركِ من عدم تكوين صداقات ، وشعورك بإعراض الطالبات عنكِ .
وعلى كل حال : فالواجب عليكِ شرعا ، والحالة هذه : إخراج هذه الطاقة فيما يرضي الله ، وينفعكِ في الدنيا والآخرة ، كإخراجها في محبة الله تعالى والعمل بطاعته ، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ، والصداقات السوية أو الأعمال الخيرية أو المساعدات الإنسانية ، وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران .
ولا بأس بتصرف شيء من طاقتك في تربية الحيوانات الأليفة ، أو النباتات اللطيفة ، أو غير ذلك من المباحات المناسبة لإخراج مثل هذه الطاقة الشعورية الكامنة .
ويجب عليك : أن تغلقي كل باب من الممكن أن يتيح لكِ متابعة هذا الشاب ، أو زيادة التعلق به ، لما يترتب على متابعته من الإثم الشرعي أولا ، والإنهاك النفسي والروحي ثانيا .
وعلى الناحية الأخرى فإن هذا الشاب لا يعرفكِ ولا يحبكِ ولا يبالي بكِ ، ولن يترتب على هذه المتابعة إلا حلقة مفرغة من الآلام النفسية والقلبية ، مع ما يصيبكِ من سيئات حب من أمرك الله ببغضه ! فضلا عما في ذلك من فساد قلبك ونفسك وذوقك : باعتياد متابعة مثل هذا الشخص من الأرذال ، وسماع ورؤية بذاءاته ، وفاحش قوله وفعله .
وفقنا الله وإياكِ لما يحب ويرضى سبحانه