الثلاثاء 25 جمادى الأولى 1446 - 26 نوفمبر 2024
العربية

كيفية تكوين صداقات

270834

تاريخ النشر : 27-08-2017

المشاهدات : 12194

السؤال

أنا فتاة عمري 20 سنة في أدرس في الجامعة مشكلتي أني ليس لدي أي أصدقاء، أذهب إلى الكلية كل يوم ولا أتكلم مع أحد ولا أحد يكلمني . مع أني أحب الناس وأتعامل بلطف والكل يقول عني أني مؤدبة و لكن لا أحد يصاحبني. حتى أني لا أعرف أسماء الطالبات معي كل يوم أبكي من هذا الموضوع. حاولت الترفيه عن نفسي بمتابعة اليوتيوب وللأسف تعلق قلبي بأحد المشهورين بمواقع التواصل الاجتماعي وهو غير مسلم. أصبحت أحبه وأعرف كل شيء عنه، مع أني أعرف أن الشخص يحشر مع من أحب وأن المرء على دين خليلة.. حاولت مرات عديدة أن لا أِشاهد مقاطع الفيديو الخاصة به لكني لم أستطع فهي ممتعة و مسلية. مع العلم أن الفديوهات التي يصنعها تحتوي على كلام بذي بينه وكلام غير لائق أيضاً

الجواب

الحمد لله.

أولا :

تكوين صداقات في ظل ما تفضلتِ بذكره من حبك للناس ، وتلطفكِ ، وتأدبكِ في معاملتهم : أمر سهل إن شاء الله .

ذلك بأن العماد الأساسي في نجاح العلاقات الاجتماعية : هو حب الناس باطنا ، والتلطف والتأدب معهم ظاهرا .

فما عليكِ بعد ذلك إلا اتخاذ بعض الخطوات العملية الفعالة في إنشاء الصداقات ، وتوطيد العلاقات ، كتحري المشاركة في الأعمال الجماعية ، وأهمهما الصلاة في جماعة المسجد في جامعتك ، إن كان ذلك متاحا ، أو المشاركة في النشاطات النسائية في كليتكِ أيضا .

والسعي في الانضمام للأسر الطلابية المختلفة – المقتصرة على الطالبات فقط - التي تتيح فرص التعارف والصداقة على الطالبات بشعبتك .

وكذلك تحري التواصل مع الطالبات ذوات الاهتمامات المشتركة معكِ ، كمشاركة بعضهن في حب القراءة مثلا ، وتبادل الكتب النافعة فيما بينكم ، والتواصي بأعمال الخير ، من قراءة للقرآن ، ومحافظة على الصلوات ، ودروس العلم النافع ، والأذكار ، ومساعدة المحتاجات من زميلاتكن ، وجيرانكن ، ونحو ذلك من الأعمال النافعة في الدين والدنيا .

ومن الوسائل النافعة كذلك مساعدة الطالبات المتعسرات دراسيا في التحصيل ، وفهم المواد ، بتوفير المذكرات لهن ، ومحاولة بيانها وتيسيرها عليهن .  

ثانيا :

فيما يتعلق بمتابعتكِ وتعلقكِ بهذا الشاب : فالذي يظهر أن ذلك وليد طاقة شعورية عاطفية كامنة بداخلكِ ، خرجت في غير محلها الصحيح ، بسبب قلقكِ الدائم ، وتوتركِ من عدم تكوين صداقات ، وشعورك بإعراض الطالبات عنكِ .

وعلى كل حال : فالواجب عليكِ شرعا ، والحالة هذه : إخراج هذه الطاقة فيما يرضي الله ، وينفعكِ في الدنيا والآخرة ، كإخراجها في محبة الله تعالى والعمل بطاعته ، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ، والصداقات السوية أو الأعمال الخيرية أو المساعدات الإنسانية ، وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران .

ولا بأس بتصرف شيء من طاقتك في تربية الحيوانات الأليفة ، أو النباتات اللطيفة ، أو غير ذلك من المباحات المناسبة لإخراج مثل هذه الطاقة الشعورية الكامنة .

ويجب عليك : أن تغلقي كل باب من الممكن أن يتيح لكِ متابعة هذا الشاب ، أو زيادة التعلق به ، لما يترتب على متابعته من الإثم الشرعي أولا ، والإنهاك النفسي والروحي ثانيا .

وعلى الناحية الأخرى فإن هذا الشاب لا يعرفكِ ولا يحبكِ ولا يبالي بكِ ، ولن يترتب على هذه المتابعة إلا حلقة مفرغة من الآلام النفسية والقلبية ، مع ما يصيبكِ من سيئات حب من أمرك الله ببغضه ! فضلا عما في ذلك من فساد قلبك ونفسك وذوقك : باعتياد متابعة مثل هذا الشخص من الأرذال ، وسماع ورؤية بذاءاته ، وفاحش قوله وفعله .

وفقنا الله وإياكِ لما يحب ويرضى سبحانه


 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب