ما حكم قول الشخص أثناء حديثه: " اللهم لا حسد " حتى لا يظن الذي أمامه أنه يحسده على ما هو فيه ؟
الحمد لله.
لفظة "اللهم" : هي بمعنى النداء ؛ فكأن قائلها قال : "يا الله" ؛ كما في قوله تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ آل عمران/26.
قال الطبري رحمه الله تعالى:
" أما تأويل:"( قُلِ اللَّهُمَّ )، فإنه: قل يا محمد: يا اللهُ " انتهى من "تفسير الطبري" (5 / 299).
والتوجه إلى الله تعالى بهذا القول "لا حسد"، هو على أحد معنيين:
المعنى الأول: بمعنى إشهاد الله على خلو القلب من الحسد.
أي: يا الله أشهدك بأنه لا حسد في قلبي تجاه الشخص الذي هو محل الحديث، أو يا الله أنت تعلم أنه لا حسد يدفعني إلى الكلام الذي أتكلم به عنه، ونحو هذا.
فهذا الإشهاد جائز ، إن كان حقا ، ويعلم القائل من نفسه أن ذلك الإشهاد : لا كذب فيه؛ فإن كان كذبا فهو ذنب عظيم، وراجع للأهمية الجواب رقم : (218835).
المعنى الثاني: بمعنى الدعاء؛ كنحو : اللهم لا تبق في قلبي حسدا لهذا الشخص، أو نحو ذلك ؛ وهذا المعنى : جائز ، لا إشكال فيه؛ فالدعاء بدفع الشر مشروع في كل حال.
ولمزيد الفائدة طالع الجواب رقم : (198616).
والله أعلم.