في بلدتنا كنا لا نعرف شيئا عن الإسلام، وإنما عمدتنا في ذلك أهل بادية مجاورة يسمون الفقراء، لهم موسمان في السنة، فحينما يأتي وقتهما يطوفوف على كافة الباديات، من بينهم باديتنا، فيجمعون منهم أموالا، تسمى الزيارة، ولا نعرف أين يذهبون بها، ويقومون بالحضرة، والأمداح، وتلاوة القرآن، والأكل والشرب، وقديما كان فيهم ولي، فكان يقوم بوعظ الناس وتذكيرهم، وكذلك النساء، ثم لهم فترة في السنة يزورون فيها فاس حيث يذهبون إلى زاوية أظن اسمها مولاي العربي الدرقاوي. فما حكم هذه الأفعال على العموم والأموال على الخصوص؛ لأن هناك بعض الشباب يمتنعون من الإنفاق حتى يعرفوا أين تذهب هذه الأموال ؟
الحمد لله.
الطريقة الدرقاوية إحدى الطرق الصوفية المتفرعة عن الطريقة الشاذلية.
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم: (130188) شيئا من انحراف هذه الطريقة الشاذلية وضلالها.
ولمعرفة ضلالات الطريقة الدرقاوية على وجه الخصوص، ينظر: "الطرق الصوفية المعاصرة في المغرب الأقصى"، لمؤلفه: عبدالله بن سعيد إعياش، ص78- 98، وهي رسالة ماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وهذه الطرق المنحرفة لا يجوز الانضمام إليها، ولا دعهما بالمال ولا غيره.
وقد أحسن هؤلاء الشباب في عدم بذل المال قبل معرفة المستفيد منه، ولا شك أن فائدته تعود على نشر البدع والخرافة ودعم هذه الطرق المنحرفة وأهلها.
وأما الفقراء والمساكين فمن أراد مساعدتهم، فسيجدهم في بلده، بل في قرابته، وهم أولى بالمعروف.
وينبغي أن تجتهدوا في تعلم العلم النافع، وتعليمه، ونشر السنة، والتحذير من البدعة.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
والله أعلم.