الحمد لله.
الأشاعرة فهي فرقة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - ، وقد مر الأشعري بثلاث مراحل - كما ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج4/72 – وهي باختصار : مرحلة الاعتزال ، ثم متابعة ابن كلاب ، ثم موافقة أهل السنة ، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل ، وقد صرح الأشعري بهذا الموقف الأخير في كتبه الثلاثة : رسالة إلى أهل الثغر ، ومقالات الإسلاميين ، والإبانة ، فمن تابع الأشعري على هذه المرحلة ، فهو موافق لأهل السنة والجماعة في أكثر المقالات ، ومن لزم طريقته في المرحلة الثانية ، فقد خالف الأشعري نفسه ، وخالف أهل السنة في العديد من مقالاتهم .
قال الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى ج3/338 :
" والمتأخرون الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري ، أخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته ، والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات ، ولم يثبتوا إلا الصفات السبع المذكورة في هذا البيت :
حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذا السمع والبصر
على خلاف بينهم وبين أهل السنة في كيفية إثباتها . " انتهى .
وقد أفتت اللجنة الدائمة فتوى رقم 6606 ج3/220 :
" إن الأشاعرة ليسوا كفارا ، وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات " انتهى .
وعلى هذا فالأولى ألا يدرس المسلم علوم الشريعة إلا على العلماء المعروفين بعلمهم ، وسلامة اعتقادهم ، والبعد عن المبتدعة والمخالفين لأهل السنة ومنهم الأشاعرة ، والأمر في هذا سهل ولله الحمد ، فقد أصبحت سبل التعلم متاحة في كل الأوقات لجميع الناس ، فها هو علم علماء أهل السنة موجودة بعدة وسائل كالشريط الإسلامي ، وهذه الكتب والكتيبات النافعة ، وهذه المنتديات الإسلامية على الإنترنت ، وهذه المواقع الإسلامية المفيدة ، فطرق الخير وأبواب العلم سهلة ميسرة ولله الحمد والمنة
فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا وزدنا علماً
وللمزيد راجع سؤال رقم ( 10693 )
والله اعلم .