الحمد لله.
لا حرج في دراسة الرياضيات ودراسة مراتب الأعداد وتضاعفها إلى ما لا نهاية.
واعلم أن كل المخلوقات لها بداية ونهاية، وقد أحصى الله تعالى ذلك، فالفضاء الممتد تعلوه السموات السبع المبنية، ثم الماء ثم الكرسي والعرش، وكل ذلك له حد ونهاية، لكن الناس لم يروا ذلك ولا يمكنهم إحصاؤه، وليس هناك شيء مخلوق يمتد بلا نهاية.
قال سبحانه: (وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) الجن/28.
وقال سبحانه: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) الرحمن/26، 27
فالذي خلقها يعلم عددها ومبتداها ومنتهاها، وهو الذي يفنيها أو يبقيها. (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14.
وأما الأعداد وكونها لا تتناهى فهذا أمر يفرضه ويقدره الذهن، ولا وجود له في الخارج، ففي الخارج معدودات مهما كثرت وعظمت فلها بدء ونهاية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مراتب الأعداد المجردة لا وجود لها في الخارج، وإنما يقدرها الذهن تقديراً، كما يقدر الأشكال المجردة، يقدر شكلاً مستديراً وشكلاً أكبر منه، وشكلاً أكبر من الآخر وهلم جراً، وتلك الأشكال التي يقدرها الذهن لا وجود لها في الخارج، وكذلك الأعداد المجردة لا وجود لها في الخارج" انتهى من درء تعارض العقل والنقل (2/ 352).
وقال في (2/356): "تضعيف العدد ليس أمراً موجوداً، بل مقدراً" انتهى.
وانظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(327584).
والله أعلم.