الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يعينك ويوفقك ، ويصلح زوجك.
ولاشك أنك بالقيام على أولادك ، والحرص على هداية زوجك ، محسنة مأجورة إن شاء الله، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .
والوصية لك بالصبر والدعاء لزوجك، والسعي في إصلاحه عن طريق والديه وإخوانه ومن له تأثير عليه . فإن الرجل إذا تخلى عن واجبه نحو أسرته كان معرضا لعقاب الله وغضبه ، لتفريطه فيما استرعاه الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته ) الحديث رواه البخاري 893 ، ومسلم 1829 من حديث ابن عمر.
وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيع ؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " رواه ابن حبان ، وصححه الألباني في غاية المرام برقم 271
وقال: " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ". رواه أحمد وأبو داود من حديث عبد الله ابن عمرو ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 827
وقال: " ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة" رواه البخاري 6731
ولا نظن أن زوجك يرضى لنفسه هذا الوعيد ، بل لا نظن أنه يرضى أن يكون عالة على زوجته، تنفق عليه، وتقوم بشئونه ، فإن هذا تأنف منه نفوس الرجال .
وقد ذكرت فيما ذكرت أنه ينام عن الصلوات ، بسبب سهره وتضييعه لوقته ، وهو بهذا على خطر عظيم آخر ، فقد قال تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) مريم/59 قال ابن مسعود عن الغي : واد في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم.
وقال تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) الماعون/4،5
هذا إن كان يؤخرها عن وقتها، وأما إن كان يترك الصلاة ، فهذا كفر مخرج من ملة الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " رواه مسلم (82).
وقوله : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر" رواه الترمذي (2621) والنسائي (463) وابن ماجه (1079) ، وصححه الألباني .
وحينئذ يلزمك نصحه ، فإن استمر في ترك الصلاة ، وجب عليك الامتناع منه ، وعدم تمكينه من نفسك، حتى يتوب ويصلي .
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعا .
والله أعلم .